لماذا تمايز المرده عن الكتائب والقوات تجاه بعبدا… مرسال الترس

كثيرة هي التحليلات والاستنتاجات التي تم تداولها عن حجم تحرك تيار المرده الى جانب الحراك الشعبي في جميع المناطق اللبنانية، واستغراب بعض الاوساط من عدم اندفاع التيار الى مماثلة القوى المسيحية الأخرى في التركيبة اللبنانية والتي يتهمها البعض بانها كانت راس حربة في ذاك الحراك وتحديداً حزبا القوات اللبنانية والكتائب اللذين شكلا العمود الفقري للحراك في المناطق ذات الغالبية المسيحية ومنها على سبيل المثال جل الديب وذوق مصبح….

لاحظ المراقبون والمتابعون أن مستوى التحرك في المناطق التي لتيار المرده حضور قوي فيها لم يكن بالمستوى والزخم الذي أعتمده حزبا الكتائب والقوات اللبنانية في مناطق تواجدهما. مع العلم ان الافرقاء الثلاثة على مسافة سياسية شبه متقاربة مع العهد ومع التيار الوطني الحر، فما هي الاسباب والدوافع؟

حزب الكتائب الذي بات يعاني من مشكلة بنيوية بعد ثمانية عقود على تأسيسه، كان سعيداً بحمل لقب “حزب السلطة” فيما مضى نظرا لسعيه الدائم الى توزيره في كل الحكومات، وصولاً الى الامس القريب حيث قيل انه تراجع من ساحات الحراك لأنه موعود بالدخول الى الحكومة المنتظرة بدل القوات اللبنانية.

ولكن في اللحظات الحرجة كان الحزب ينقلب على رؤوساء الجمهورية لدوافع تتعلق برغبته في الوصول الى السلطة باعتبار أنه الاكبر بين المكونات الحزبية المارونية. ولذلك فهو شكّل رأس حربة إزاء القاطن في قصر بعبدا ولاسيما في وجه الرؤوساء سليمان فرنجيه قبل الطائف واميل لحود وميشال عون، ولكنه يتناسى أنه عندما وصل الى السلطة في مطلع الثمانينيات فشل في أدائه فشلاً ذريعاً في عهد الرئيس امين الجميل.

أما حزب القوات اللبنانية فيعاني من هاجس القوة التي ليس بالضرورة أنها توصل الى الاهداف، ولذلك هو دائماً في دائرة الاستنفار والتحدي المطعمة أحياناً بالسياسة غير النظيفة، حتى بات شعار خصومه له هو “الغدر”. بالرغم من أنه نقل استراتيجيته من القتال في الميدان كميليشيا، الى السياسة كحزب. ولذلك سقط في إمتحان التعايش مع معظم رؤساء الجمهورية منذ ما بعد اتفاق الطائف وتحديداً مع الرؤوساء الياس الهراوي واميل لحود واليوم مع ميشال عون.

لماذا تميز تيار المرده عن نظرائه في المجتمع المسيحي؟  ربما لأنه صودف انشاؤه في العام 1967 كتنظيم عسكري حين كان لبنان يعاني من أزمة بقاء كوطن مع المنظمات الفلسطينية، فكان من هذه الزاوية حريصاً جداً على موقع رئاسة الجمهورية أياً يكن الرئيس وما إذا كان يلتقي وإياه في الخط الاستراتيجي أم لا، وهو ما حصل مع الرئيسين أمين الجميل والياس الهراوي. إنطلاقا من مقولة الرئيس سليمان فرنجية الشهيرة:”وطني دائماً على حق”.

في العام 2006 أطلقه النائب والوزير السابق سليمان فرنجية كتيار سياسي، وأضاف اليه شخصيته السياسية الموسومة بصفات إرتاح اليها معظم اللبنانيين، الى جانب التمسك بمواقفه وقناعاته وعدم التفريط بها مهما كانت الصعوبات. راسماً خطاً استراتيجياً مع بعبدا لا يتأثر بالهبات الباردة والساخنة والظروف الاستثنائية، بل يهدف الى صون هذا الموقع لما له من رمزية لبنانية وعربية وشرق اوسطية إضافة الى الدولية.   

Post Author: SafirAlChamal