جبل محسن ينتفض ويكسر المحظورات… عمر إبراهيم

لم يكن جبل محسن في يوم من الايام بعيدا عن هموم ابناء الاحياء المحيطة به في طرابلس، فهنا يتشارك الجميع من ابناء هذه المدينة الهموم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية ويعانون الامرين من الصراعات السياسية التي زجت بهم على مدى عقود في اتون حروب دموية بعدما تحولوا الى صندوق بريد دفعوا ثمن ذلك قتلى وجرحى ودمارا في اقتصادهم المتهالك اصلا.

كما لم يكن جبل محسن احد أحياء طرابلس بمنأى عن محاولات الاستثمار السياسي ومحاولة الهيمنة على قراره وحرمانه من حقوقه في وظائف الدولة وفي الإنماء، فبقيت هذه المنطقة تعاني من تقاسم السياسيين والاحزاب النفوذ فيها وتجييرها خدمة لمصالحهم.

لكن هذه المنطقة التي كان يحاول البعض اعطاءها صبغة مغايرة عن واقعها، كانت انتفضت بصمت من دون ان تلفت الانظار، قبل ان تعاود انتفاضتها مع بدء الحراك المدني واستطاعت ان تندمج مع محيطها “الثائر” عدة ايام قبل ان تعود حركتها وتتوقف لاعتبارات ربما سياسية.

الا ان توقف الحراك في جبل محسن لم يمنع سكانه من الانخراط في التحركات التي تشهدها طرابلس لا سيما في ساحة النور، حيث كانت مشاركتهم لافتة، لكنها تراجعت امام محاولات البعض الترويج بان هذا الحراك سياسي ويخدم اطرفا معنية، ما تسبب باحراج بعض ابناء الجبل ودفعهم الى الانكفاء لاعتبارات لا تخفى على احد.

اليوم وبعد مرور 24 يوما على الحراك المدني اعلن في جبل محسن عن تنظيم اعتصام تحت عناوين مطلبية ومعيشية وانمائية وسياسية، لا سيما ما يتعلق بمطلب ابناء المنطقة باحقية حصولهم على مقعد وزاري في الحكومة، ما يوحي بان الحراك المدني في هذه المنطقة استطاع او يسعى لكسر حاجز الخوف وتجاوز كل المحاذير.