الانهيار يحاصر لبنان… أحمد الحسن

لا يكاد ينتهي لبنان من ازمة الا وتنهال عليه الازمات بشكل مخيف تهدده بالانهيار الاقتصادي الذي لطالما حذرت منه جهات دولية ومحلية حتى اصبح قاب قوسين او ادنى منه، في حين يؤكد متابعون أن عواقبه ستكون صعبة جدا..

كان واضحا تحذير المدير الإقليمي للبنك الدولي ساروج كومار الذي جاء بعد لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون حيث قال: إن لبنان الآن ليس لديه الرفاهية لإضاعة الوقت لمعالجة القضايا الملحة التي تستدعي الإهتمام الفوري، وتوقع ان يكون الركود أكثر أهمية بسبب الضغوط الاقتصادية والمالية المتزايدة وارتفاع معدل الفقر الى 50 % وارتفاع معدل البطالة بشكل حاد.

بعيدا عن السياسات المتبعة التي هي السبب الاساسي لما وصل اليه لبنان فقد شهد جملة احداث في الاونة الاخيرة يجب الوقوف عندها وبدأت تقلق الكثير من المواطنين وتنذر باقتراب الانهيار الكبير وهي ارتفاع الاسعار بشكل جنوني على السلع الغذائية والخدماتية  مع صعوبة السيطرة علية بسبب الاوضاع التي تمر بها البلاد وغياب مراقبي وزارة الاقتصاد التي حذرت في اكثر من مرة من الزيادة وهددت بالمعاقبة الا ان لا شيء ملموسا حتى الآن.

وما يزيد الامر سوءً هو تأثر القطاعات الحيوية والاساسية التي تتصل بيوميات المواطن اللبناني حيث علت صرخة اتحاد نقابات المخابز والافران مجددا وسلطت الضوء على اوضاع صناعة الرغيف في ضوء الظروف الاقتصادية الضاغطة والصعبة التي تمر بها البلاد″.

وتطرقت النقابات الى ″ارتفاع سعر الطحين بمعدل خمسين الف ليرة لبنانية خلال شهر واحد والمواد الاولية لصناعته وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار، محذرة من التفاقم الذي يفوق قدرتها.

كذلك شرحت نقابتا اصحاب المحطات واصحاب الصهاريج في لبنان وموزعو المحروقات، معاناتها بشأن أزمة شراء المحروقات بالدولار وارتفاع سعر الصرف وحذرت من اقتراب نفاذ المخرون مع عدم القدرة على الشراء.

وفي قطاع الخليوي قرر مجلس نقابة موظفي ومستخدمي الشركات المشغلة للقطاع الخليوي في لبنان اعلان الاضراب المفتوح والتوقف عن العمل ابتداء من يوم الثلاثاء والاعتصام امام مباني الشركتين، في حال لم يستجب المعنيون في الوزارة مع مطالبهم التي وعد بتنفيذها وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال محمد شقير حين جزم أنه لن يمس إطلاقا بالمستحقات السنوية للموظفين وأنه سيلتقي النقابة لهذه الغاية.

وفي القطاع الطبي وبسبب عدم تسديد مستحقات الاطباء والمستشفيات، تم الاعلان عن تنفيذ يوم تحذيري نهار الجمعة في بالتوقف عن استقبال المرضى باستثناء الحالات الطارئة، مرضى غسل الكلي والعلاج الكيميائي، بحيث يصار الى عدم تسجيل عمليات جراحية لهذا اليوم واقفال عيادات الاطباء فيها.

كل هذه المشاكل سببها اصبح معروفا وهو شح الدولار والسيولة في الاسواق اللبنانية الذي يلاحظه المواطنون بشكل ملموس وذلك يعود الى السياسات الخاطئة المتبعة في السنوات الماضية التي مرت من دون اصلاحات ما ادى الى فقدان الثقة بلبنان وابتعاد المستثمرين عن ضخ الاموال التي تحرك الاقتصاد.

 لا شك في ان الاوضاع الراهنة والثورة القائمة التي شلت حركة البلد لها تأثير سلبي على الاقتصاد، الا انه لا يمكن تحميلها وزر هذه الازمة التي هي بالاساس قامت بسبب هذه المشاكل وعدم قدرة الدولة على حلها، الى ان تفاقمت بهذا الشكل الكبير ما يستدعي التحرك بشكل سريع للعمل على معالجة هذه الازمات وإيجاد المعالجات الناجعة لها، خصوصا أن الأمر مرشح للتفاقم في الايام المقبلة وصلت الأزمات الى قطاعات حيوية أخرى، الامر الذي سيهدد استقرار لبنان على مختلف الصعد.


فيديو:

  1. بالفيديو: تضارب بالكراسي والطاولات.. حفل زفاف يتحول الى معركة في عكار

  2. بالفيديو: دومينيك حوراني تسقط أثناء استعراض مهاراتها وتنقل إلى المستشفى

  3. بالفيديو: عاصي الحلاني يكشف عن حادثة الحصان

  4. بالفيديو: غضبوا من رئيس البلدية فربطوه بسيارة وسحلوه


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. ما هي ″حكومة التكنوقراط″ وكيف يمكن أن تحكم في لبنان؟… أحمد الحسن

  2. عصابات خطف الاطفال في الشمال.. حقيقة أم شائعات؟.. أحمد الحسن

  3. الجامعة اللبنانية في عكار.. حق ضائع بين خلافات السياسة… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal