مسيرة بعبدا تحيي شعلة الثورة في لبنان… عمر ابراهيم

هذا ما كان ينقص ساحات الثورة في لبنان، مسيرة من لون سياسي واحد وخطاب “استفزازي” يعيد الزخم الشعبي الى تلك الساحات ويرفع مجددا من سقف المطالَب وصولا الى التصعيد الميداني بقطع الطرقات.

واضح ان ما شهده محيط قصر بعبدا كان له ربما الأثر الإيجابي على انصار التيار الوطني الحر، لكن تداعياته السلبية انعكست مباشرة على بعض الشوارع التي كانت التحركات فيها شهدت تراجعا في حجم الحضور لا سيما بيروت، التي عادت لتشهد تحركا شبيها بالتحركات التي كانت انطلقت مع بداية الحراك قبل اكثر من اسبوعين.

وإذا كانت ساحة ” الثورة” في طرابلس حافظت على مدار الأيام الماضية على عدد المعتصمين فيها، الا ان مسيرة بعبدا والخطابات التي صدرت خلالها أعطت هذه الساحة دعما كبيرا تحلى بمشاركة مواطنين من مختلف المناطق فضلا عن تركيز الكلمات على امر واحد وهو اسقاط النظام .

وساهمت هذه المسيرة ايضا في التسريع من خطوات التصعيد التي كانت قيد الدراسة لدى المنظمين لا سيما مسألة قطع الطرقات، حيث رست المشاورات بين مختلف المناطق على قطع الطرقات اليوم والى تجديد الدعوة الى العصيان المدني الذي يعتبر من الاسلحة التي يستخدمها ” الثوار” وان كان حتى اليوم لم يتم تفعليه وربما يكون في الأيام او الساعات المقبلة هو بمثابة الطلقة التي توجه الى السلطة لإجبارها على الرضوخ لمطالب المعتصمين .

ويبدو واضحا ان حركة الاحتجاج لم تعد مجرد “فشة خلق” بعدما اثبت المعتصمون انهم يملكون قدرة عالية على الحشد والتنظيم والتأثير على الارض من خلال محافظتهم على قواعدهم الشعبية وتوجيهها بطريقة ممنهجة ومدروسة على مساحة الاراضي اللبنانية.

ويبدو واضحا ايضا ان اعمال قطع الطرقات تسير وفق خطة مدروسة الهدف منها شل عمل الإدارات الرسمية وإعادة تسهيل الحركة لعدم خنق المواطنين وخلق حالة من ردات الفعل عليهم، ما يوحي بان المعتصمين اكتسبوا خلال هذه الفترة خبرة عالية ونظموا أنفسهم بما يشبه غرفة عمليات لإدارة شؤون تحركاتهم التي ما تزال الى اليوم ناجحة ومؤثرة.