مشاورات التأليف تسبق التكليف.. وكلمة عون لم تُقنع الشارع!… غسان ريفي

كان مشهد قطع الطرقات ليلا، كفيلا للتأكيد على أن كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمناسبة مرور ثلاث سنوات على إنتخابه لم تقنع المحتجين في الشارع، ولم تخفف من الاحتقان السائد، ولم تقدم حلولا للأزمة الحكومية التي نتجت عن إستقالة الرئيس سعد الحريري، وخصوصا بما يتعلق بالاستشارات النيابية الملزمة التي لم تحدد مواعيدها بعد، بالرغم من إنتفاضة اللبنانيين التي تجتاح كل المناطق وتحتاج الى صدمات إيجابية متتالية للتخفيف من حال الغضب الذي يسود كل الساحات.

لا شك في أن كلمة رئيس الجمهورية كانت أشبه بخطاب قسم لرئيس جديد يريد أن ينطلق بعهده، لا سيما على صعيد إغداق الوعود والتعهدات الكثيرة، لكن بعد مرور ثلاث سنوات على العهد، لا يمكن لكلمة أو خطاب من هذا النوع أن يحاكي طموحات اللبنانيين الذين خرجوا الى الشارع مطالبين باسقاط العهد ورحيل الحكومة ومحاسبة الفاسدين، خصوصا أن الرئيس عون حاول التنصل من المسؤولية التي حملها تارة الى الحكومة وتارة أخرى الى النظام السياسي، كما قام بتحميل الحكومة الجديدة أثقالا قبل أن تتشكل، في حين كان من المفترض فيه أن يكون قد وفى بهذه التعهدات والوعود التي تضمنها خطاب القسم وترددت في ذكرى مرور السنة الأولى والسنة الثانية على العهد، لكن من دون أن يتحقق شيئا منها..

تقول المعلومات إن تأخير إعلان موعد الاستشارات النيابية الملزمة (من المرجح أن تنطلق يوم الاثنين المقبل) مرده الى مروحة من المشاورات والاتصالات يجريها الرئيس عون والوزير جبران باسيل مع الحلفاء حول شكل الحكومة الجديدة ومضمونها وتسمية الوزراء فيها، وما إذا كانوا سياسيين أو تكنوقراط، أو من خلال تشكيلة تكنوقراط مطعمة سياسيا، فضلا عن التوافق على تسمية رئيس الحكومة.

كل ذلك يعني هذه المرة أن الاتفاق على التأليف سيكون قبل التكليف إختصارا للوقت، خصوصا أن إستقالة الحريري التي جاءت إستجابة لطلب الشارع الغاضب، أربكت الرئيس عون الذي سمع بها من خلال وسائل الاعلام، لذلك وبحسب المعلومات فإن اللقاء بين الرجلين في بعبدا عند تقديم الاستقالة كان باردا جدا ولم يدم سوى دقائق معدودة، ما يشير الى أن عون منزعج جدا من الحريري الذي بدوره إنقطع عن التواصل مع باسيل لأكثر من إسبوعين وأبلغ عددا من المرجعيات بأنه لم يعد قادرا على تحمل وجوده في الحكومة.

يمكن القول إن الحريري ربح بالنقاط على رئيس الجمهورية في تقديم إستقالته، لكن في الوقت نفسه إرتكب خطأ بإعادة إحياء النعرات المذهبية من خلال أنصاره الذين عبروا عن غضبهم على إستقالته في الشارع وعن رفضهم أن يكون كبش فداء، في حين جاء طلبه منهم الخروج من الشارع متأخرا، علما أن الثنائي الشيعي المتمثل بالرئيس نبيه بري وحزب الله لا يمانع من عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، كما أنه اليوم على توافق مع أكثرية المراجع السنية التي تقف الى جانبه وتدعم توجهاته، إضافة الى حلفائه المفترضين، ما يجعل الكرة في ملعب الرئيس عون الذي إهتزت علاقته بالحريري نتيجة الاستقالة الصادمة والحديث عن شروط يضعها للعودة الى رئاسة الحكومة أبرزها عدم توزير جبران باسيل، الأمر الذي سيضع التسوية الرئاسية في مهب الريح، ويُنتج حكومة على أسس سياسية جديدة بدون الثنائية الحريرية ـ الباسيلية، ما قد يعرضها لضغوطات كبيرة بدءا من نيلها الثقة في مجلس النواب، مرورا بعدم التجانس بين رئيسيّ الجمهورية والحكومة، وصولا الى محاربتها سياسيا خصوصا إذا كانت ذات أكثرية تكنوقراط.

يقول متابعون: إن المشاورات تجري في كل الاتجاهات وعلى أكثر من صعيد، وأكثرية الآراء تصب في إتجاه عودة الحريري الى الكرسي الثالثة، إلا في حال رفض رئيس الجمهورية كل الشروط التي يضعها الحريري، فإن ذلك سيؤدي إما الى تسمية رئيس مقرب منه وبذلك يكون الحريري وباسيل خارج الحكومة، أو أن تؤدي الشروط والشروط المضادة الى قطيعة نهائية بين الطرفين، وعندها تتشكل حكومة تكنوقراط صرفة رئيسا ووزراء لن تكون مهمتها سهلة أمام الطاقم المتحكم بمفاصل الحياة السياسية في لبنان.


فيديو:

  1. بالفيديو: عنصر بالجيش يعتدي على امرأة

  2. بالفيديو: شابة تبكي مارسيل غانم واللبنانيين

  3. بالفيديو: إشكال بين بيار رفول ومتظاهرين.. والشرطة الاسترالية تتدخل

  4. بالفيديو والصور: الأمطار تنعش الثوار في طرابلس


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. بعد الاستقلال.. سبع حكومات أسقطها الشارع اللبناني؟… غسان ريفي

  2. من سيتعب أولا.. السلطة أم الشعب؟… غسان ريفي

  3. البداوي تحمي الثورة.. وتُحبط مخطط السلطة!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal