طرابلس في مقدمة الثّورة.. لا تضيّعوا الفرصة… عبد الكافي الصمد

لم يسبق أن حظيت طرابلس باهتمام إعلامي وسياسي وشعبي وجماهيري كما تحظى به هذه الأيام، حيث أصبحت المدينة على كل شفة ولسان، وتحولت إلى نقطة جذب لمواطنين من كل المناطق والطوائف، وتصدّرت ثورة 17 تشرين الأول التي رفع فيها أكثر من مليون و200 ألف مواطن شعارات مكافحة الفساد وتغيير الطبقة الحاكمة ومحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة وبناء دولة العدالة الإجتماعية.

على مدى تسعة أيام تحوّلت ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) إلى قبلة الطرابلسيين وأبناء الشمال واللبنانيين، الذين وصفوها بأنها “عروس الثورة” و”أيقونتها”، بعدما تحوّل الإعتصام السلمي والحضاري الرائع إلى مشهد في قمة الروعة، وجعل كثيرين لا يصدقون أن هذه هي طرابلس، المدينة التي ألصقت بها تهم التشدّد والإرهاب والإنغلاق، وأنها مدينة فقيرة مأسورة ومقيدة، من غير أن يعلموا أن المارد الذي كان كامناً فيها إنفجر وخرج ليرسم مشهداً غير مألوف عن المدينة في الزمن الحديث، لكنه في الواقع يعيد إليها جمالاً ورونقاً كانت تعرفه وتعيشه المدينة قبل سنوات الحرب الأهلية 1975 ـ 1990.

في الأيام الثلاثة الأولى للحراك الشعبي، شكا طرابلسيون وشماليون كثر من أن التغطية الإعلامية للإعتصامات ليست عادلة، وفيها الكثير من الإنحياز لصالح بيروت ومناطق في جبل لبنان، بينما لا تنال طرابلس من التغطية الإعلامية سوى وقت قصير، لكن هذه الشكوى سرعان ما تبخرت وأصبحت من الماضي، بعدما أعطت طرابلس صورة رائعة عن ثورتها، جعل وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية تتسابق إلى عاصمة الشمال لتغطية الإعتصام فيها.

ما حصل مكسب كانت تبحث عنه طرابلس منذ سنوات، وهو أتى إليها بقدميه، لكنه مكسب يحتاج إلى رعاية واهتمام، لأنه فرصة لا تعوّض أبداً لتجميل صورة المدينة وترسيخ إنطباع إيجابي عنها في أذهان اللبنانيين، والبناء على ذلك من أجل إستثماره في المستقبل على كل الصعد، إعلامياً وإقتصادياً وسياحياً وشعبياً وحتى سياسياً.

ما حصل في ساحة الإعتصام في طرابلس جعل كثيرين من أبناء مناطق الجوار في الأقضية الشمالية يتسابقون للنزول إليها، والمشاركة في الإعتصام، برغم ما واجههم ذلك من صعوبات بسبب قطع محتجين طرقات مناطقهم وإغلاق محتجين آخرين مداخل المدينة، ما جعل وصول هؤلاء إلى ساحة الإعتصام مغامرة صعبة، برغم دعوات وجهت من أجل فتح هذه الطرقات لكنها لم تلق آذاناً صاغية.

لا شك في أن مصلحة طرابلس تكمن في ضرورة أن تفتح أبوابها للقادمين إليها، وهي التي رفع المحتجون فيها يافطات تدعو أي شخص لا يستطيع التظاهر والإعتصام في منطقته أن يأتي إلى طرابلس لهذه الغاية، لكن كيف يمكنه ذلك ومداخل المدينة مقفلة أمامه؟

يضاف إلى ذلك ضرورة إجابة المعتصمين على أسئلة أخرى، وهو: إذا استمر الوضع على حاله، ولم تستقل الحكومة أو يسقط النظام أو تتحقق المطالب، هل من مصلحتهم ومصلحة الطرابلسيين إبقاء المدينة مقفلة أمام القادمين إليها؟، وماذا عن أسواقها المقفلة؟، وكيف يمكن لمدينة تعاني وتختنق إقتصادياً وتعدّ الأفقر في لبنان أن تستمر على هذا النحو؟، وهل يملك المعتصمون خطة “ب” قبل وصولهم إلى حائط مسدود؟، وهل يعون أن هذه الفرصة السانحة أمامهم وأمام طرابلس ينبغي أن تستغل على أكمل وجه حرصاً عليهم وعلى المدينة وعلى الثورة؟..


فيديو:

  1. بالفيديو: عنصر بالجيش يعتدي على امرأة

  2. بالفيديو: شابة تبكي مارسيل غانم واللبنانيين

  3. بالفيديو: إشكال بين بيار رفول ومتظاهرين.. والشرطة الاسترالية تتدخل

  4. بالفيديو والصور: الأمطار تنعش الثوار في طرابلس


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. ثورة ″الواتس أب″: التّياران الأزرق والبرتقالي أكبر الخاسرين… عبد الكافي الصمد

  2. دعم العملة الوطنية بين لبنان والخارج: مقارنة مؤلمة… عبد الكافي الصمد

  3. التفّاح اللبناني في يومه: فولكلور بلا خطّة… عبد الكافي الصمد


 

 

Post Author: SafirAlChamal