طرابلس: ساحة الثورة بحماية الجيش… عمر ابراهيم

لا تزال ساحة عبد الحميد كرامي (النور) تتصدر المشهد في لبنان بسلمية تحركاتها التي شكلت مفاجأة مدوية للقاصي والداني واعطت انطباعا مغايرا عن مدينة لطالما ظلمها السياسيون وشوه صورتها الاعلام بنعتها باوصاف لا تمت الى واقعها بصلة..

تسعة ايام مرت ولا تزال المدينة تستقبل الوافدين الى ساحة “الثورة” التي باتت محطة اساسية لكل قوى المعارضة للسلطة من مختلف المناطق اللبنانية الذين وجدوا فيها منبرا لايصال صوتهم مستغلين الحشود الكبيرة للمواطنين وحالة الامن والاستقرار الذي تنعم به الساحة، وضاعف من ذلك الشعور الاجراءات الاستثنائية التي اتخذها الجيش اللبناني امس بعدما فرض طوقا امنيا في محيطها لتأمين وصول المتظاهرين وحمايتهم بعد المواجهات التي حصلت في وسط بيروت بين المتظاهرين ومعارضين لهم والخوف من استغلال طابور خامس للوضع والقيام باية اعمال مخلة للامن في الساحة.

الجيش الذي كان متواجدا منذ اليوم الاول في طرابلس ضاعف من تواجده ومن اجراءاته التي شملت تفتيش السيارات والدراجات النارية في طريقها الى الساحة ونشر عناصر على اسطح المباني وتسيير دوريات راجلة بين المتظاهرين، ما ساهم ليلا في ارتفاع اعداد المتظاهرين الذين وفدوا من المدينة وخارجها ومن مناطق لبنانية أخرى.

يمكن القول ان اجراءات الجيش تزامنت مع اجراءات مماثلة قامت بها اللجان المنظمة في الساحة حيث جرى تخصيص اماكن للبسطات والعربات لعدم عرقلة دخول المتظاهرين فضلا عن ضبط المنصة والصوتيات وعدم السماح لاي شخص بالتحدث من دون موافقة اللجنة المسؤولة عن ذلك، اضافة الى منع بث الاغاني غير الثورية ومنع الشتائم على المنبر.

هذا الانضباط الكبير ان كان من جهة الجيش ومعه بطبيعة الحال سائر الاجهزة الامنية التي كانت حاضرة بقوة، او من المنظمين يعطي مؤشرات واضحة الى ان هذه الساحة هي ملاذ آمن لكل من يريد ان يلتحق بركب “الثورة” وأن أي عمل تخريب خارج هذه الساحة سيواجه كما حصل خلال محاولة بعض الشبان قطع طريق رئيسية في المدينة حيث سارعت الجهات المعنية الى فتح الطريق وتنظيفها من الاطارات واعادة حركة السير الى طبيعتها.