ثورة ″الواتس أب″: التّياران الأزرق والبرتقالي أكبر الخاسرين… عبد الكافي الصمد

أكثر من ملاحظة هامة ولافتة يجدر التوقف عندها بخصوص الحراك الإحتجاجي الذي اندلع في مختلف المناطق اللبنانية يوم الخميس الماضي، في 17 تشرين الأول الجاري، رفضاً لفرض الحكومة رسوماً وضرائب جديدة، كان من بينها ضريبة على إتصالات “الواتس أب”، ما جعل البعض يطلق على الحراك الإحتجاجي وصف “ثورة الواتس أب”.

لكن هذه الضريبة الجديدة لم تكن سوى رأس جبل الجليد، ذلك أن إقدام الحكومة على فرض رسوم وضرائب جديدة، من غير ربطها بأي خطوة إصلاحية جدّية لجهة محاربة الفساد ومكافحة الهدر، او إنقاذ البلد من الأزمة الإقتصادية التي يغرق فيها والتي أدت إلى انكماش واسع في كل القطاعات، واتساع رقعة البطالة، جعل إنفجار الشارع في وجه الحكومة أمراً حتمياً.

ويمكن على هامش هذا الحراك الذي مضى عليه خمسة أيام وهو يدخل اليوم يومه السادس، تسجيل الملاحظات التالية:

أولاً: اعتبر الحراك الإحتجاجي الأكبر في تاريخ لبنان، بحيث لم تبق ساحة أو منطقة لبنانية إلا ونزل أبناؤها من بيوتهم للتعبير عن إستيائهم من سياسة الحكومة، وكان لافتاً فيه أن جميع المشاركين فيه حرصوا على أن لا يرفعوا فيه إلا العلم اللبناني، برغم مشاركة منتسبين ومؤيدين لأحزاب وتيارات سياسية في تجمعات الحراك، وهي ظاهرة تسجل في لبنان لأول مرة بعد أن جمعت “مصيبة” الضرائب و”سياسة” الحكومة الجميع تحت سقف واحد.

ثانياً: شهدت المناطق المسيحية مشاركة لافتة وكثيفة في الحراك، بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة. وإذا كان مفهوماً أن تشهد المناطق التي تحظى فيها أحزاب وتيارات سياسية معارضة للعهد، كتيار المردة وحزب الكتائب والقوات اللبنانية، تحركات إحتجاجية، فإنه كان لافتاً للإهتمام أن عدّة مناطق محسوبة سياسياً وشعبياً على التيار الوطني الحر، مثل كسروان والمتن وجبيل، قد نزل أبناؤها إلى الشارع وقطعوا عدّة شوارع وملأوا الساحات، في رسالة تعبير واضحة عن إستيائهم من سياسات التيار الوطني الحر والعهد، إضافة الى ما أعلن على الهواء من إنسحاب كوادر وقيادات من تحت عباء التيار البرتقالي، في تطور ينتظر أن يتبلور أكثر وأن تكون له تداعيات أكبر في المرحلة المقبلة.

ثالثاً: سجلت حركة الإحتجاجات في الشارع، وللمرة الأولى منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، وتسلم نجله الرئيس سعد الحريري زمام تيار المستقبل والحكومة من بعده، إنتقاداً واسعاً للحريري وتياره، وفي مناطق كانت حتى الأمس القريب تعتبر حاضنة وقلعة حصينة له كمدينة طرابلس والضنية والمنية وعكار، إذ إرتفعت فيها، وتحديداً خلال ذروة الإعتصام الحاشد في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور)، وعدد من الساحات في تلك المناطق هتافات ضد الحريري ودعوات إلى إسقاط حكومته، فضلاً عن إنزال صوره عن بعض جدران وأعمدة الإنارة في المدينة، في تطور بالغ الأهمية يعكس تحولاً كبيراً في مزاج الشارع، سياسياً وشعبياً.


فيديو:

  1. بالفيديو: الاعتصامات تتصاعد في طرابلس.. إزالة لصور الحريري

  2. بالفيديو: موكب احد الوزراء يطلق النار على المتظاهرين وسط بيروت

  3. بالفيديو: اشتباك وتدافع بين المتظاهرين وقوى الامن في رياض الصلح

  4. بالفيديو: نجم ″الهيبة″ يتسبب بحادث سير في بلدة لبنانية.. كان مخموراً


لمشاهدة فيديوهات اخرى اضغط هنا.


لمتابعة اهم واحدث الاخبار في لبنان والعالم اضغط هنا.


مواضيع ذات صلة:

  1. دعم العملة الوطنية بين لبنان والخارج: مقارنة مؤلمة… عبد الكافي الصمد

  2. التفّاح اللبناني في يومه: فولكلور بلا خطّة… عبد الكافي الصمد

  3. أول غيث الإعتراض الشعبي على النّفايات: رميها وسط الطرقات… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal