حتى حرائق لبنان عنصرية وطائفية.. وماريو عون يستغرب إستهداف المسيحيين.. عمر إبراهيم

تابع معظم الشعب اللبناني بحسرة الاخبار التي كانت تنقل اليهم لحظة بلحظة عن عمليات اخماد الحرائق التي اندلعت في اكثر من مكان وتسببت بخسائر كبيرة يصعب تقديرها في الوقت الراهن لا سيما على صعيد الثروة البيئية وما تكشف معها ايضا من عجز فاضح للسلطات المعنية وتقصير على خط تأمين المعدات وصيانة الطائرات المعدة لاطفاء الحرائق.

بحسرة ربما كانت شريحة كبيرة من اللبنانيين تتابع كل جديد حيال تلك الحرائق التي تضاربت المعلومات حول ما اذا كانت مفتعلة او انها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وان كل الترجيحات تؤكد بان بعض تلك الحرائق هي بفعل فاعل كما درجت العادة سنويا حيث يُعتقد ان الحرائق هي لاستخراج الفحم او ما شابهه من امور تعود بالمنفعة على البعض.

وبالرغم من هول الكارثة، فإن بعض اللبنانيين لم ينسوا عاداتهم السيئة ولا صراعاتهم السياسية ومواقفهم العنصرية والطائفية، ومنها ما ورد على لسان النائب السابق ماريو عون، فانصرفوا الى توجيه الاتهامات في كل إتجاه والى تحميل هذا الفريق أو ذاك مسؤولية التقصير، وادراج النازحين السوريين على خط هذه الكارثة من خلال الغمز من قناتهم واتهامهم باستغلال الحرائق والقيام بالسرقات، ليخلصوا الى المطالبة بعودتهم انطلاقا من المساعي التي يتحدث عنها الوزير جبران باسيل، والتي اثارت مؤخرا جدلا داخليا.

ربما لم يعتبر بعض اللبنانيين من حجم الكارثة والفضيحة ومدى ضعف دولتهم، حتى بدأوا حربا على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض التصريحات التي لا يمكن لعاقل تخيلها أو القبول بها في هذا الوقت العصيب، ومنها اتهام السوريين بالسرقة خلال اندلاع الحرائق والطلب بضرورة دعم جهود وزير الخارجية جبران باسيل بالعمل مع الحكومة السورية لاعادتهم، فضلا عن تلك التي نالت من الفلسطينيين بالرغم من مشاركة بعضهم عبر اجهزة الدفاع المدني في اخماد الحرائق، واللافت ان معظم تلك التعليقات والتصريحات كانت من جمهور طرف سياسي معين، يبدو انه استلهم مواقفه من ماريو عون الذي استغرب في تصريح له ان تكون الحرائق فقط في مناطق مسيحية وكأنه يحاول الايحاء بوجود مؤامرة كونية او إلهية او بشرية على المسيحيين مستمدا نظريته من قيادات ما فتأت تتحدث بهذه اللغة وتسعى جاهدة الى تجييش الشارع المسيحي خلف شعاراتها الطائفية والعنصرية.

Post Author: SafirAlChamal