خطوتان تضعان نزاع بقاعصفرين ـ بشري على طريق الحلّ… عبد الكافي الصمد

خطوتان هامتان شهدهما يوم أمس ميدان النزاع بين الضنية وبشري حول القرنة السوداء والمساحات والمشاعات الجردية المحاذية لها، والتي شهدت في الأيام القليلة الماضية توتراً غير مسبوق، وتحريضاً مرتفع السقف كانت وسائل التواصل الإجتماعي ساحته الرئيسية، وكاد يؤدي إلى نزاع مناطقي وطائفي لا تحمد عقباه.

الخطوة الأولى جاءت من الجيش اللبناني، الذي أعلن في بيان له عن قيام وحدات عسكرية، يومي الخميس والجمعة ( 26 و27 أيلول الجاري)، ″بتنفيذ تمارين ومناورات تدريبية بالذخيرة الحيّة في منطقة القرنة السوداء″، داعياً المواطنين إلى″عدم الإقتراب من بقعة التمارين في الزمان والمكان المذكورين أعلاه″.

خطوة الجيش جاءت في أعقاب دعوات وجّهها شبّان وناشطون من الضنية لإقامة صلاة الجمعة في القرنة السوداء، أعلى قمّة في بلاد الشام (3088 متراً فوق سطح البحر) تأكيداً على انتمائها للمنطقة، في مقابل دعوات مماثلة وجهها شبان وناشطون من بشري لإقامة قداس في المكان ذاته، ما دفع القيادة العسكرية إلى اتخاذ قرار بإبعاد المواطنين عن المنطقة كإجراء وقائي، خصوصاً بعدما أعقب صعود شبان من الضنية يوم الأحد الماضي إلى القرنة السوداء إطلاق مجهولين النار عليهم من جهة بشري، كما أدت خطوة الجيش أيضاَ إلى تبريد الأجواء المتشجنة بين المنطقتين، بعد السجال الذي نشب إثر بدء تنفيذ بركة سمارة قرب القرنة السوداء من أجل تأمين المياه لأكثر من 2000 شخص يعملون صيفاً في جرد النجاص في بقاعصفرين، بهدف ريّ مزروعاتهم وأراضيهم وماشيتهم.

الخطوة الثانية جاءت من وزير المال علي حسن خليل، الذي أصدر أمس قراراً سمّى بموجبه أربعة مسّاحين، للمباشرة فوراً بعمليات ترسيم الحدود بين منطقة بقاعصفرين العقارية ومنطقة بشري العقارية، في خطوة عملية لقيت ترحيباً، ووضعت المشكلة على طريق الحلّ، خصوصاً أن الجانبين أعلنا دعوتهما الدولة والجهات الرسمية لترسيم الحدود بين القضائين، تمهيداً لإنهاء النزاع، ووضع حدّ للإشكالات والسجالات التي تتجدد مطلع كل صيف.

هاتان الخطوتان سوف تساعدان بلا شك في تبريد الأجواء وتخفيف الإحتقان، وصبّ مياه باردة فوق بعض الرؤوس الحامية في المنطقتين، بعدما شهدت وسائل التواصل الإجتماعي في الأيام الماضية سجالاً مرتفع السقف، حفل بكل أنواع التحريض المناطقي والطائفي والسياسي، بحيث أن الخطوة الأخيرة لم يكن ينقصها سوى حمل أبناء المنطقتين السلاح وبدء الحرب من أجل إنهاء النزاع وحسمه، أو تدويل الأزمة وتدخل الأمم المتحدة لوضع حدّ له!..