على ماذا يراهن الحريري في وعوده؟…مرسال الترس

مع مرور نحو ثمانية أشهر من عمر حكومة الرئيس سعد الحريري، وهي الثالثة في أدائه السياسي الذي أنطلق عملياً قبل عشر سنوات، والحكومة الثانية في عمر العهد الذي صنّفها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حكومة أولى في عهده الذي سيطوي بعد ستة أسابيع منتصف الولاية، يستغرب المواطنون المواقف التي يطلقها زعيم التيار الأزرق وكأنه الخطاب السياسي الأول له حيث أغدق الوعود بدون سقوف! فيما كان اللبنانيون قد بدأوا برسم الاحلام الوردية بتحسين أوضاعهم المعيشية والاجتماعية، وبالاجراءات التي ستبدل نمط حياتهم التي وصلت الى حد البؤس في السنوات الأخيرة!

ففي مؤتمر “الاقتصاد الرقمي الاول” في لبنان الذي أنعقد نهاية الاسبوع الفائت، توقف المتابعون باهتمام عند ما تداولته وسائل الاعلام عن لسان الرئيس الحريري بحضور ثلاثة وزراء وممثلي هيئات دولية (وما نشرته صحيفة “اللواء” كملخص نموذجاً) وتضمن الآتي:

قال: “في ظل الازمة الاقتصادية التي نعيشها حاليا، بات الجميع حريصا على العمل بشكل أفضل”.

والسؤال الذي طرحه المتابعون: لماذا انتظرتم الوصول الى الاسوأ لتعملوا بشكل أفضل؟

وأضاف:”أن الاستثمار في أوجيرو جيد لانه سيعود بأرباح ويولد فرص عمل”.

والسؤال:” غريب أنكم كحكومات ومسؤولين لم تنتبهوا الى ذلك منذ عشر سنوات!

وتابع: “في السنة المقبلة في مثل هذا اليوم، لن يكون هناك انقطاع للكهرباء في لبنان”.

والسؤال:”طالما انتم متأكدون من هذا الموعد: فلماذا لم تعملوا عليه وتطلقوه لينفذ قبل سنوات!

وأردف:”نحتاج الى تغيير الطريقة التي نعمل بها في لبنان، فالقوانين كلها يجب تحديثها، والوزارات تحتاج الى تعديل”.

والسؤال:”ما هي العوامل التي أجبرتكم على الانتظار كل هذا الوقت لتفكروا بهذه الطريقة؟

وتابع: “علينا أن نتحكم بتوقعاتنا في ما يخص قطاع البترول في لبنان، ووكالات التصنيف بدأت تنظر إلينا على أننا جديون في الاصلاحات التي نقوم بها. ونحن اليوم لدينا فرصة ذهبية”.

والسؤال: “هل كنتم تمزحون في ما مضى؟ لأن ما يقوله الاجانب عن لبنان لا يشجع، لأنكم أضعتم الكثير من الفرص الذهبية كما يعتقدون”؟

وختم:”علينا تغيير العقلية التي نعمل بها في لبنان، فنحن لدينا أهم الافكار والعقول لكننا نُغرق أنفسنا بالصراع على كيفية تنفيذها”.

والسؤال:”هل انتم مقتنعون بان العقلية ستتغير في لبنان مع هذا الكم من الصراعات والنكايات؟

إن ما يقتنع به المراقبون والمواطنون انهم قد سمعوا الكثير من المواقف والوعود المماثلة، ولكنهم مصدومون بان ذلك يتكرر بعد عشر سنوات من ممارسة الحكم، فيما الاوضاع تسجل إنعطافات حادة!

فما الذي يضمن ان الاداء سيتبدل؟ أم ان الرئيس الحريري يراهن على أن الفاسدين سيخجلون من انفسهم، بدون أن يتخذ الاجراءات الرادعة بحقهم؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. القوات تحمّل الحريري تبعات خذلانها!… مرسال الترس

  2. أين الأموال المنهوبة من المرحلة الصعبة؟… مرسال الترس

  3. الطاقم السياسي نفسه.. ماذا عن الثقة؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal