الكهرباء عبر الرياح في عكار.. لماذا يرفض اهالي جبل اكروم طواحين الهواء؟… أحمد الحسن

لا يغيب عن بال أحد ازمة الكهرباء في لبنان والتي تعتبر الاكثر هدرا للمال العام منذ سنوات طويلة، وما يتخللها من تقنين قاس يحيط بكل المناطق اللبنانية التي يراودها حلم الحصول على الطاقة الكهربائية 24 على 24 ساعة، أسوة بدول العالم وحتى النائية منها أو المصنفة ضمن العالم الثالث، فهل سيتحقق هذا الحلم؟.

في العام 2018  جرى تلزيم مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية بطريقة جديدة تستعمل لاول مرة في لبنان وهي عبر طواحين الهواء التي تعتمد على الرياح وهي تعتبر ″مصدرا جديدا″ بدل النفط أو الغاز، وذلك في ارض تم استئجارها في جبل اكروم في عكار، على أن تنفذ هذا المشروع ثلاث شركات هي: ″Hawa Akkar SAL″، ″Sustainable Akkar″ و″Lebanon Wind Power SAL″، حصلوا على رخصة من وزارة الطاقة لانتاج الكهرباء بسعر يصل إلى 10.75 سنتات لمدة 20 سنة على ان يكون جاهزا في العام 2020 ويولّد طاقة بقوّة تتخطى الـ 67 ميغاوات، وسيساهم بتغذية أكثر من 60 ألف منزلا في عكار الامر الذي سيساعد ايضا على تحسين الكهرباء في المناطق المجاورة.

رغم كل هذه الايجابيات يستغرب كثير من اللبنانيين ما يحصل اليوم في عكار، وخصوصا في جبل اكروم، فبدل ان يكون هناك ترحيبا كبيرا بهذا المشروع في المحافظة المحرومة باعتباره مشروعا بيئيا يحل ازمة الكهرباء، يواجهه الأهالي برفض واسع ترجم بسلسلة تحركات كان اخرها الاعتصام الذي نظمه اتحاد بلديات جبل اكروم والاهالي امام سراي حلبا الحكومي حيث اعلنوا في بيان رفضهم المطلق لمشروع المراوح الذي اطلقوا عليه اسم ″طواحين الموت″، وعبروا عن رفضهم للاسلوب القائم على سياسة الترهيب وتضليل الرأي العام من قبل شركة عكار المستدامة ممثلة بشخص مديرها صلاح طبارة واشاروا الا ان هذا المشروع لا تتسع له ارضنا.

وبعيدا عن كل النزاعات والخلافات بين الشركة والاهالي وحتى الايجابيات التي يتمتع بها هذا المشروع تبين ان السبب الحقيقي وراء هذا الرفض هو الامراض العصبية، حيث اوضحت مصادر طبية ان الناس الذين يعيشون بالقرب من حقول هذه المراوح غالبا ما يعانون من امراض عصبية ويشكون من آلام في الرأس ومن الأرق وتقلب المزاج ومشاكل في الذاكرة، ويعود ذلك الى آثار الضجيج الدائم الذي يصدر عن المرواح التي تدور بشكل متواصل على مدار ساعات النهار، لذلك، وبعد اطلاع الاهالي على كل هذه التأثيرات السلبية والامراض التي قد تسببها هذه المراوح علت الصرخات مطالبة بوقف هذا المشروع الذي يبدو أن حالة الرفض له تتسع شيئا فشيئا مع إعلان الأثار الصحية السلبية التي قد تنتج عنه لعموم أبناء عكار.


مواضيع ذات صلة:

  1. الشابتان نادين وريان من عكار.. أدمتا قلوب اللبنانيين… أحمد الحسن

  2. باصات نقل الركاب في لبنان.. سرعة جنونية وحوادث قاتلة… أحمد الحسن

  3. الموت المجاني يخطف الشباب في لبنان… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal