القوات تحمّل الحريري تبعات خذلانها!… مرسال الترس

يُجمع المراقبون والمتابعون على أن حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع قد وصلا الى وضع لا يُحسدان عليه نتيجة التهميش الذي يتعرضان له، حتى وصل الأمر بأحد النواب السابقين في التيار الوطني الحر الى القول عن جعجع وحزبه: ″إنهما لم يعودا يملكان سوى الفراطات″. فيما حمّل أحد وزراء القوات في الحكومة الرئيس سعد الحريري تبعات خذلانها!.

فهل هي الصدفة أم الآداء؟

بعض المراقبين يعتقدون أن الأمرين متلازمان، إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار الأداء العام لجعجع وقواته التي خاضت حروباً في كل الاتجاهات. إضافة الى الصدفة التي لعبت دورها بتزامن وصول النائب العماد ميشال عون الى قصر بعبدا مع الانتكاسة (الاستقالة) التي أصابت زعيم تيار المستقبل أواخر العام 2017!

فحزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع اللذين أعتقدا انهما يحظيان بغطاء من الحريري، صُدما بعدة مناسبات مفصلية منذ اكثر من سنة:

الأولى عندما طالبا بتمثيلهما بستة وزراء في الحكومة الحريرية الثانية من عمر عهد الرئيس ميشال عون، من منطلق المناصفة مع التيار الوطني الحر، حيث كانا على اقتناع بأن الحريري الأبن سيدافع عنهما حتى الرمق الأخير. ففوجئا بنفسيهما ممثلين بأربعة وزراء وبشق النفس، بينها وزارة دولة. ومن دون وزارة سيادية أصرا بوجوب الحصول عليها لدى بداية مفاوضات التأليف!.

والصدمة الثانية تأتي تباعاً وعلى شكل جرعات مرّة، وتكاد تكون مميتة، عندما تم إبعاد القوات بشكل شبه كلي عن التعيينات القضائية والادارية المهمة التي جرى تقاسمها حتى الآن بين الحريري سنياً وغريمها وزير الخارجية جبران باسيل مارونياً الى جانب مصادرته لمواقع مسيحية أخرى. وبالتالي لم ينفع إطلاقاً الاتكال على الحريري لحفظ حقوق من بنوا حساباتهم على أنهم حلفاء أو أصدقاء! وذلك لسببين:

الأول أن الحريري بات في موقع محاسبة من أقتنع أنهم طعنوه بالظهر على هامش استقالته الشهيرة، وبينهم من كان يظنهم أصدقاء أو حلفاء أو تحت جناحه. ناهيك عن من هم داخل البيت الذين عمل ويعمل على “قصقصة” جوانحهم، باستثناء قلة باتت جوانحها عصية جداً على ما يبدو!   

 والسبب الثاني أن الحريري الذي خاط مع باسيل قميص التحالف الباريسي لتسهيل الطريق الرئاسي لعون، بات على قناعة أن عصفور في اليد من خلال عهد قائم على الاقل لمدة ثلاث سنوات، أفضل بكثير من عصافير على شجرة الاصدقاء والحلفاء قد يطيرون عند أول هبة ريح!.

إزاء ما هو مستجد يبدو أن جعجع وحزبه عادا للتفتيش في الخزائن القديمة والبالية علهما يدعمان مسيرتهما المستقبلية المليئة، على ما هو ظاهر، بالمطبات. ففتح أقنية التواصل مجدداً مع المنسق السابق لنشاطات 14 آذار فارس سعيد وربما أسماء أخرى كان قد أهملها وأسقطها عمداً بعدما دخل مع باسيل نفق اتفاق معراب. ولكن السؤال الذي يطرحه المراقبون هو: هل هذه التحركات ستطعمه الخبز الذي يرنو اليه؟ أم أنه سيحمل مصباح الفيلسوف ديوجين الذي قضى عمره يجول في شوارع اثينا ″مفتشا عن الانسان الفاضل الحكيم″؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. أين الأموال المنهوبة من المرحلة الصعبة؟… مرسال الترس

  2.  الطاقم السياسي نفسه.. ماذا عن الثقة؟… مرسال الترس

  3. هل هو تجاذب أميركي ـ روسي حول ارثوذكس لبنان؟… مرسال الترس


Post Author: SafirAlChamal