أين الأموال المنهوبة من المرحلة الصعبة؟… مرسال الترس

العديد من الاصوات في السلطة وخارجها تنعق منذ سنوات بأن البلاد أمام مرحلة اقتصادية ومالية صعبة. الامر الذي يُفسر على أن المرحلة المقبلة المشار اليها ستكون صعبة اجتماعياً ومعيشياً على طبقة اصحاب الدخل المحدود وما دون، الذين ستطالهم مباشرة العديد من إجراءات شد الاحزمة التي يركز عليها المعنيون تنفيذاً لرغبات راسمي خطوات مؤتمر سيدر.

والسؤال الذي يطرح نفسه لدى تلك الفئات المغلوب على أمرها من المجتمع، والذين لا تلوح أمامهم سوى الغيوم السوداء: لماذا لا تكون المرحلة صعبة على المتمولين والاثرياء… وصولاً الى ناهبي المال العام؟..

ما لاحظه المراقبون أن ملف خفض رواتب الوزراء والنوّاب الحاليّين والسابقين قد سقط من حسابات أصحاب القرار بعدما طرحوه وهلّلوا له مع بداية المرحلة الاخيرة من إقرار موازنة 2019، فهل سيًسقط اصحاب الحل والربط هذه المسألة من حساباتهم عندما سيدرسون ويقرون موازنة العام 2020 التي يعولون عليها كثيراً. ليكملوا طريقهم الى حيث يجب، وصولاً الى جيوب من عاثوا فساداً في خزائن الدولة لسنوات!

ففي حين صدرت في الاشهر الماضية العديد من المواقف الرسمية وشبه الرسمية التي تقول بعدم الاقتراب من الفئات الشعبية في الاجراءات التي ستتخذها الحكومة إرضاء لمؤتمر سيدر، نُقل عن أحد الوزراء المعنيين بملفات المؤتمر المذكور إنّ المبعوث الفرنسي بيار دوكان متمسك بشروط تتصل بزيادة فورية لتعرفة الكهرباء، ومثلها لسعر صفيحة البنزين، وزيادة الضريبة على القيمة المضافة، واقتطاع نسبة من الرواتب لمدة خمس سنوات، ناهيك عما سيطال المتقاعدين…!

والاسئلة التي تضج في أذهان اللبنانيين هي: أين الاجراءات التي يمكن أن تطال المتمولين وأصحاب الثروات…وصولاً الى الأموال المنهوبة؟

فاللبنانيون ينتظرون إقرار ضريبة تصاعدية مثلاً. كما هو معتمد في العديد من الدول التي تعامل جميع فئات المجتمع بنفس المستوى من المسؤولية!

 واللبنانيون ينتظرون إجراءات عملية لاستعادة الاموال التي تم نهبها بالف اسلوب وطريقة و″ضربة كم″!

واللبنانيون ينتظرون فرض ضرائب ″تليق″ بالمؤسسات المصنفة ″ممتازة″ من فقش الموج حتى قمم الجبال، أم إنها تدخل في دائرة المحميات التي لا تستطيع أية محاسبة الاقتراب منها، حتى لا نقول الدخول الى حرمها!

الواضح حتى الساعة أن ما كُتب قد كُتب، وأن دفع الفئات المتوسطة نحو الفقر والعوز هو سياسة مدروسة ومعتمدة منذ بضعة عقود ولا رجوع عنها، وأن من جمعوا ثرواتهم من مشاريع الدولة وسمسراتها سابقاً ولاحقاً بعيدين كل البعد عن المساءلة، ومن لا يصدق فلينتظر التدابير والاجراءات الحكومية الآتية على أحصنة سوداء والتي لن تستطيع كل المواقف والتصريحات أن تحولها الى بيضاء!


مواضيع ذات صلة:

  1. الطاقم السياسي نفسه.. ماذا عن الثقة؟… مرسال الترس

  2. هل هو تجاذب أميركي ـ روسي حول ارثوذكس لبنان؟… مرسال الترس

  3. باسيل يُقصي نفسه.. تناقض أم تكتيك سياسي؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal