تضامن لبناني مع تركيا.. لماذا لم يتحرك الامن لمنع الاساءة لسفارتها؟…غسان ريفي

كثيرة هي التساؤلات التي تجتاج شريحة واسعة من اللبنانيين حول الازمة التي تم افتعالها مع تركيا على خلفية تصريحات رئيس الجمهورية ميشال عون حول الحقبة العثمانية في مناسبة إطلاق الاحتفالات بمئوية اعلان دولة لبنان الكبير، خصوصا ان هذه الازمة تفاعلت بشكل غير منطقي وبدأت تهدد العلاقات بين البلدين بالرغم من حرص الخارجيتين اللبنانية والتركية على ان تكون في احسن حال. 

اللافت ان هذه الازمة جاءت مباشرة بعد زيارة وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو الى لبنان ولقائه مع اكثرية المسؤولين اللبنانيين، وهي بشهادة الجميع كانت زيارة ناجحة ومثمرة، وجاءت ترجمة للعلاقات التاريخية المتينة التي تربط البلدين، لذلك فقد بدت تصريحات رئيس الجمهورية من خارج السياق العام، كما ان ما تلاها من مواقف وتحركات سلبية جاءت مستغربة، وأظهرت ان ثمة جهات تضررت من هذه الزيارة ومن متانة العلاقات اللبنانية – التركية فارادت التشويش عليها استنادا لما ادلى به الرئيس عون، والذي تدحضه وقائع تاريخية ووثائق تؤكد وبشهادة بطاركة موارنة بان العلاقة مع الدولة العثمانية كانت ممتازة، وان اكثر من رسالة شكر وعرفان وجهها البطاركة الموارنة الى السلاطين على المساعدات التي كانوا يقدمونها الى المسيحيين وخصوصا الموارنة.

لكن ما اثار حفيظة العديد من اللبنانيين هو ما اقدم عليه بعض الشبان من وضع لافتة مسيئة للدولة التركية على جدار سفارتها في لبنان، خصوصا ان هذا التصرف غير اللائق جاء معاكسا لبيان الخارجية اللبنانية التي أكدت انها تحرص على أفضل العلاقات مع تركيا، كما ترك هذا التصرف سلسلة تساؤلات لجهة: كيف يمكن لهؤلاء الشباب ان يصلوا الى باب السفارة التركية بهذه السهولة؟ واين كانت القوى الامنية المولجة بحماية السفارة؟ ولماذا لم تمنعهم او توقفهم كونهم يسيئون الى علاقة لبنان مع دولة صديقة؟ ثم لماذا لم يصدر اَي اعتذار عن الخارجية اللبنانية حبال هذه الاساءة؟ ولماذا لم يصدر اَي توضيح عن قوى الامن الداخلي التي لم تتخذ اَي تدبير حتى الان بحق الشباب المعتدين بالرغم من انهم باتوا معروفين بالأشكال والاسماء بعدما وثقوا فعلتهم بالصور والفيديو؟ وبالتالي من يسعى الى ضرب العلاقة بين لبنان وتركيا التي تفتح ابوابها للبنانيين وتشكل اليوم المتنفس الوحيد لهم سياحة وتجارة ودراسة؟ واين القيادات اللبنانية المعنية من كل ما يجري لا سيما رئيس الحكومة؟..

حيال هذا الصمت المريب، تؤكد شريحة واسعة من اللبنانيين رفضها المطلق لما تعرضت له السفارة التركية، مشددة على ان ما يجمع لبنان وتركيا اكبر وأعمق من ان يعكره تصريح من هنا او موقف من هناك او تصرف ارعن من هنالك، كما من المفترض ان يشهد لبنان اليوم تحركات شعبية رافضة لأي إساءة للدولة العثمانية التي تسكن وجدان شريحة من اللبنانيين الذين تتحدر عائلاتهم منها لا سيما في بيروت وصيدا وطرابلس والضنية وعكار، وللدولة التركية التي يعتبرها كثيرون امتداداً استراتيجيا لهم ويجمعهم معها تاريخ مشترك وعادات وتقاليد وتطلعات واحدة. 

يقول متابعون: ان هذه الازمة المفتعلة التي لا أساس لها، من المفترض ان يصار الى احتوائها بأقل الخسائر الممكنة، وأن يصار الى قطع الطريق على كل من يحاًول الاستفادة منها في سبيل شد عصب هنا او الحصول على شعبية هناك، وان الاعتماد في هذا الإطار هو على حكمة المسؤولين في الدولتين الذين ما يجمعهم اكثر بكثير مما يفرقهم، خصوصا ان كل ما حصل لا يعدو زوبعة في فنجان ومن المفترض ان تنتهي الى غير رجعة.


مواضيع ذات صلة:

  1. تضامن لبناني مع تركيا.. المئوية مناسبة للانفتاح أم لإثارة النعرات؟… غسان ريفي

  2. إنتفاضة جعجع.. ما هو سقفها والى أين ستصل؟… غسان ريفي

  3. لماذا الزجّ بإسم طرابلس في قضية ناقلة النفط الايرانية؟… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal