تدخلت العناية الالهية وانقذت حياة عشرة شبان من ابناء طرابلس كانوا في رحلة صيد على متن قارب مقابل شاطىء الميناء، قبل ان تقتحم باخرة قاربهم وتتركهم في عرض البحر دون ان يبادر طاقم العمل على متنها الى مساعدتهم او ابلاغ الجهات المعنية عن الحادث ليتم انقاذهم.
وفي التفاصيل التي رواها صاحب القارب عبد الرحمن سمير بيروتي لـ″سفير الشمال″ انه اثناء توجهه ليلا مع اقارب واصدقاء له الى الصيد وبعد توقفهم على مسافة قريبة من جزيرة الارانب مقابل شاطىء الميناء، فوجئوا بباخرة تتقدم باتجاههم فحاولوا لفت نظر القبطان او العاملين عليها الى وجودهم في طريقها رغم ان القارب كبير ومجهز بانارة، لكن جهودهم باءت بالفشل″.
واضاف بيروتي:″بعد ان شعرنا ان الباخرة تتقدم باتجاهنا وكانت تسير بشكل سريع ومخالف في تلك المنطقة التي ينتشر فيها الصيادون ليلا، قررنا القفز من القارب للنجاة بارواحنا والسباحة الى مسافة بعيدة حتى لا تصطدم بنا الباخرة، وبالفعل حصل ما كنا نتوقعه حيث اصطدمت الباخرة بالقارب واكملت سيرها″.
وتابع″اثناء السباحة بعيدا عن القارب شاهدنا طاقم الباخرة من الجهة الخلفية وهم ينظرون الينا لكنهم لم يبادروا الى القيام باي شيء لانقاذنا، حيث سبحنا مجددا باتجاه القارب وصعدنا اليه وحاولنا قدر المستطاع افراغ المياه من داخله للوصول الى البر، خصوصا اننا جميعنا قفزنا بهواتفنا ولم يكن امامنا من وسيلة سوى تشغيل القارب وايصاله الى اقرب مسافة حتى ننجوا بانفسنا″.
وقال:″ باعجوبة وصلنا الى الشاطىء وغرق بعدها القارب الذي تهشم واصبح غير صالح للاستخدام، وبادرنا الى ابلاغ الجيش اللبناني والمخابرات وخفر السواحل وكل الجهات المعنية، حيث تبين ان القبطان من التابعية السورية ولم يكن خلف المقود اثناء صدمنا، وان هذه هي الرحلة الاولى للباخرة التي كانت تغادر حينها مرفأ طرابلس، ما يشير الى الاستهتار الكبير بحياة المواطنين، لانه لولا عناية الله لكنا فقدنا حياتنا او كان غيرنا اصيب مكاننا″.
وتابع بيروتي″ نحن نجونا من الموت باعجوبة بسبب استهتار قبطان الباخرة، وتضررنا في القارب الذي يبلغ سعره نحو 15 الف دولار اميركي، فضلا عن خسارتنا هواتفنا وعدة الصيد، وقد تواصلنا مع مالك الباخرة لكننا لم نلق اي تعاون معنا او تجاوب، فقررنا الادعاء عليه امام النيابة العامة مطالبين بالتحقيق معه ومجازاته قانونيا والزامه بالعطل والضرر واصدار مذكرة توقيف بحقه″.
