ما هي أبعاد الازمة الدبلوماسية المستجدة بين تركيا ولبنان؟… عمر ابراهيم

لم يكن ينقص الشعب اللبناني المنقسم على نفسه في ملفات سياسية وانمائية وامنية، لاسيما بعد تطورات الجنوب وما رافق ذلك من سجال بين مؤيد ومعارض للعملية العسكرية التي نفذها حزب الله، حتى وجد نفسه أمام أزمة جديدة قد تؤدي الى توتر العلاقات مع تركيا على خلفية تصريحات رئيس الجمهورية عن الحقبة العثمانية، وقد زاد من وتيرتها تبادل البيانات المنتقدة بين الخارجيتين اللبنانية والتركية ومعها بعض التصريحات السياسية والتعليقات الصحافية وغيرها على مواقع التواصل الاجتماعي.

لا شك في أن هذه الأزمة من شأنها أن تؤدي الى تعميق الشرخ بين اللبنانيين والى نبش أحقاد الماضي والنفخ في ابواق الطائفية، وهو ما تترجمه الردود التي بدأت تغزو مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لتصريح رئيس الجمهورية ميشال عون لمناسبة الذكرى المئوية لقيام دولة لبنان الكبير، وبين معارض له، إضافة الى الردود المتبادلة بين الخارجيتين التركية واللبنانية وإستدعاء الأخيرة للسفير التركي اليوم لاستيضاح موقف بلاده، ما يشير الى بوادر أزمة دبلوماسية بين البلدين قد تتدحرج نحو الأسوأ إذا لم يصر الى إحتوائها بالسرعة اللازمة.

لا يختلف اثنان على ان شريحة كبيرة من الشعب اللبناني تربطهم علاقات عاطفية وعائلية وتجارية مع تركيا، بالاضافة الى اعتبارات اخرى لا تخفى على احد على خلفية الملف السوري، وهو امر خلق لتركيا مكانة في الساحة اللبنانية والسنية على وجه الخصوص، فضلا عن ان كل من يزور تركيا ينظر اليها على انها المتنفس الوحيد المتبقي امام شريحة واسعة من اللبنانيين غير قادرة على التوجه في رحلات سياحية الى دول اخرى بسبب ضعف إمكاناتها المالية.

لطالما تطلع اللبنانيون الى افضل العلاقات مع تركيا خصوصا ان للدولة التركية مساهمات في مجال الانماء في بعض المناطق، فضلا عن مكانتها على الساحة الدولية، لكن هذه العلاقة لم يكتب لها ان تتطور بشكلها الطبيعي، فبعد ان تم تجاوز ازمة حظر بعض المنتجات التركية سابقا، عادت اليوم ازمة جديدة يخشى من ان يكون لها تداعيات سلبية على العلاقة بين البلدين، اذا لم يتم معالجتها، خصوصا أن التطرق الى هكذا أمور خلافية أو نبش الماضي لا يقدم ولا يؤخر ولا يعالج المشاكل والقضايا التي يعاني منها اللبنانيون على المستويات كافة، الامر الذي يطرح سلسلة تساؤلات عن سبب استحضار الماضي في هذا التوقيت؟، وماذا يمكن ان يجنيه لبنان من خطابات التحريض سوى مزيد من العزلة عن محيطه والانقسام بين مكوناته؟ وهل يحتاج لبنان الذي يعيش شعبه على التحريض الطائفي بدءا بملف النفايات وصولا الى التعيينات ان يتم استفزاز شريحة من اهله تؤيد تركيا على غرار شرائح اخرى تؤيد دولا اقليمية ودولية؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. المنية اسيرة مواقع التواصل الاجتماعي.. حروب مستمرة… عمر ابراهيم

  2. المنية: لماذا تدخل حزب الله في اللحظات الاخيرة وهذه هي التسوية ؟… عمر ابراهيم

  3. مطمر الحواكير: ″غضب″ في الضنية.. و″ارتياح″ في المنية!… عمر ابراهيم  


 

Post Author: SafirAlChamal