جعجع يقلب الطاولة في وجه باسيل… غسان ريفي

ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تلميحا عن علاقته مع الوزير جبران باسيل في برنامج ″صار الوقت″ وأرفقه بـ″نكتة″ ″قوم بوس تيريز″ التي إجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي وما تزال، قاله يوم أمس تصريحا في قداس ″شهداء المقاومة اللبنانية″ فحرص على تسمية الأشياء بأسمائها، من ″إتفاق معراب الذي إستخدم فقط لايصال العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، ومن ثم الانقضاض على بنوده المعلنة وغير المعلنة، الى الجشع السياسي الذي يحاول تهميش كل المسيحيين ويحرمهم حتى فرصة المنافسة الشريفة″.

ربما أيقن جعجع متأخرا أن العلاقة مع التيار الوطني الحر ومع الوزير جبران باسيل تحديدا لا يمكن أن تستقيم، وأن الحقد الذي إمتد لعقود بين الفريقين المسيحيين وتنامى الى عداوة فجرت حروبا ودماء بينهما لا يمكن لاتفاق أو تفاهم مرحلي أو مصلحي أن ينهيه أو يمسح تداعياته، خصوصا أن هذه العلاقة كانت قائمة دائما على الالغاء وما تزال وفقا لرأي جعجع نفسه، الذي ربما بدأ يأكل أصابعه ندما على خياره السياسي بالدخول في تفاهم معراب ودعم وصول العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، على حساب خصمه سليمان فرنجية الذي يبدو أن المصالحة معه ومندرجاتها كانت أسهل بكثير من المصالحة مع الوزير جبران باسيل والتي لم تقنع القاعدتين القواتية والعونية فاستمرت الحرب الالكترونية بينهما على أشدها، وهي مرشحة بعد خطاب جعجع في قداس شهداء المقاومة اللبنانية أن تشتعل وتصل الى ما بعد الخطوط الحمراء.

يدرك جعجع اليوم أنه محاصر تماما في السياسة وفي الخدمات وفي التعيينات، في ظل محاولة باسيل الانقضاض على كل مقدرات الدولة والامساك بمفاصلها، وسعيه الدؤوب الى قطع الطريق أمام القوات ومنعها من الحصول على أي مكسب، ولعل ما حصل في تعيينات أعضاء المجلس الدستوري جعل جعجع أكثر قناعة بأن الأمور لم يعد من الممكن السكوت عنها، لأن الخسائر التي سبق وتعرض لها في الحكومة وفي محطات أخرى مقدور عليها، لكن أن يؤدي ذلك الى تململ في الشارع القواتي وصولا الى الشعور بالضعف فهذا من المحرمات، لذلك فقد قرر جعجع قلب الطاولة في وجه باسيل.

بدا واضحا في كلمة جعجع أمس، ومن بعض التعابير التي إستخدمها من أرانب السياسة الى الفاشلين الى الجشع السياسي وحب السلطة والاستئثار بها والتوظيفات العشوائية وإستخدام مؤسسات الدولة كمكاتب إنتخابية، أنه قرر إطلاق مواجهة سياسية مع باسيل وتياره، مع حرصه على الفصل بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ناشده باتخاذ مواقف حاسمة وحازمة في كل الأمور.

هذا الواقع يطرح أكثر من سؤال لجهة كيف سيكون شكل المواجهة التي أطلقها جعجع مع باسيل أمس؟، كيف ستكون تداعياتها في الشارع الذي إتخذ سريعا من مواقع التواصل الاجتماعي جبهات باشر من خلالها القصف المتبادل؟، وهل سيبقى رئيس الجمهورية بمنأى عنها، خصوصا أن جعجع أكد أكثر من مرة بأنه كلما تحدث معه في هذه الأمور يقول له “شوف جبران أو تفاهم مع جبران؟، وما هو تأثير هذه المواجهة على رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يرتبط مع الرجلين بتفاهمات وتحالفات؟ وهل سيكون هناك قطيعة بين القوات والتيار تعيد الأمور بينهما الى ما قبل تفاهم معراب؟، وكيف سيكون رد جبران ونواب التيار على جعجع وهم الذين يتهمونه بالسعي الى تقويض العهد وإضعافه؟..

يقول مطلعون على أجواء القوات: إن ما قاله جعجع قصد من خلاله وضع الاصبع على الجرح، والاضاءة على كل الأخطاء من أجل تصحيحها، والكرة اليوم في ملعب جبران باسيل والتيار الوطني الحر، وكذلك في ملعب رئيس الجمهورية الذي تريده القوات اللبنانية حكما عادلا بين كل التيارات والأطراف اللبنانية.


مواضيع ذات صلة:

  1. علاقة الحكومة بطرابلس.. المكتوب مبين من عنوانه… غسان ريفي

  2. بين تطييف النفايات وفشل الدولة.. الأزمة مستمرة… غسان ريفي

  3. جان عبيد.. المقاوم الهادئ في البيئة كما في السياسة… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal