باسيل يُقصي نفسه.. تناقض أم تكتيك سياسي؟… مرسال الترس

هل أن التناقض في مقاربة الامور سيساعد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في تمهيد السبل أمامه للوصول الى قصر بعبدا؟ أم أن في تغاضيه عن المطالبة بابسط حقوقه كرئيس للديبلوماسية اللبنانية سيدعمه ″كمرشح قوي″ من قبل العاصمة الاميركية؟

اسئلة عدة طرحها المراقبون والمتابعون في الاسبوع الفائت على ″لولب″ عهد الرئيس العماد ميشال عون من زاوية كونه الصهر ذو الحظوة، وكاتم الاسرار، ورئيس أكبر كتلة نيابية داعمة للعهد!.

فباسيل ومنذ الايام الأولى لامساكه بناصية الأمور، قضّ مضاجع المسيحيين ولاسيما الموارنة منهم، وأشعل وسائل التواصل الاجتماعي على خلفية حمله لواء إستعادة حقوق المسيحيين في الدولة بعد “سنوات عجاف” منذ وضع اتفاق الطائف موضع التنفيذ، مروراً باستذكار مآسي الصراعات الداخلية، وبالدعوة لرفع لوحة عن خروج الجيش السوري من لبنان على صخور نهر الكلب، وصولاً الى تحميل حزب الله مسؤولية خسارة تياره لمقاعد نيابية في منطقة الشوف. واللائحة تطول منذ صياح الديك وحتى ساعات آخر الليل. الأمر الذي ولّد له وللبنانيين العديد من الارباكات والتشنجات وصولاً الى حادثة قبرشمون وما تفرع منها من تجاذبات وإتهامات.

ولكن اللافت لدى المتابعين أنه قد مضى اسبوع كامل على عودة الرئيس سعد الحريري من زيارة لواشنطن من دون ان تصدر عن الوزير السوبر أي إشارة اعتراضية أو عتاب أو حتى تساؤل عن عدم دعوته لمرافقة رئيس مجلس الوزراء لأهم العواصم العالمية وفي مرحلة حُبلى بالتطورات (ربما من منطلق أن الزيارة خاصة كما سربت مصادر رئيس الحكومة). ولكن المواضيع التي تم بحثها كما تابع المراقبون تركزت على قضايا عدة مرتبطة بالسياسة الخارجية للبنان، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مستقبل ترسيم الحدود البرية والبحرية مع فلسطين المحتلة، ضبط التهريب على الحدود الشمالية مع سوريا، وغيرها الكثير من المسائل التي لم يتم التحدث عنها عبر وسائل الاعلام ومنها مستقبل الثروة النفطية والغازية للبنان، واستمرار دعم الادارة الاميركية للجيش اللبناني، ناهيك عن مؤتمر “سيدر” ومندرجاته والتصنيفات المالية التي رافقتها أكثر من علامة استفهام!..

كل ذلك يطرح سؤالا لجهة: هل تنازل باسيل عن دوره كوزير للخارجية، وغض الطرف، ولم يعترض، او يبد اية ملاحظة سلبية على تجاهله، مقابل كسب رضى الاميركيين الذين سيكون لهم بالتأكيد كلمة ذات وزن أو فيتو في الاستحقاقات اللبنانية المقبلة؟ ولذلك إرتضى أن يُقصي نفسه وينتظر الآتي من الأيام؟!.  


مواضيع ذات صلة:

  1. عندما تصطدم التمنيات بالاستراتيجيا!… مرسال الترس

  2. لماذا يتناسى سامي الجميل تاريخ لبنان الحديث؟…مرسال الترس

  3. باسيل في عين عاصفة القوات!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal