المؤتمر الإقتصادي الشرق آسيوي الخامس.. تعاون صيني روسي راسخ

في السنة الخامسة على التوالي يُستكمل المؤتمر الشرق آسيوي الإقتصادي في أقصى الشرق الروسي في مدينة فلاديفستوك المشهورة اليوم بالتماسك الروسي الصيني من خلال هذا المؤتمر الذي بات يُشكل إحدى العُقد المحكمة بين الإتحاد الروسي النووي العالمي والتنين الصيني الإقتصادي.  

هناك في أقصى الشرق الآسيوي، يمر التعاون الروسي الصيني في أحسن حالاته، فالحدود باتت خارج إطار الحديث بين البلدين، فمن أقصى الشرق ينطلق قطار يصل بكين بكل روسيا ليعزز التعاون الإقتصادي والتجاري بين البلدين. أما الأهم من ذلك هو الدور الذي يلعبه هذا الطريق الحيوي بين روسيا والصين والذي يجعل من روسيًا ممرًا أساسيًا للبضائع الصينية إلى العديد من أسواق العالم وخاصة السوق الأوروبية. أما اللاعب الأساسي في هذا الإطار هو الشرق الأقصى الآسيوي الجامع بين الدولتين وبالأخص مدينة فلاديفستوك التي تشكل المحطة الأساسية للتعاون الإقتصادي بين البلدين.  

أما ثوابت هذا التعاون فهي كثيرة ومتعددة، وقد تكون إنطلاقتها من فلادفستوك، لكن عمقها يصب في العديد من مشاريع التعاون الروسي الصيني على مستوى العالم حيث يشكلان توأما عالميا في مواجهة الغطرسة الأمريكية سواءً بشكلٍ مباشر أو غير مباشر.  

لم تدخل الصين وروسيا في صراعٍ مقصود مع الولايات المتحدة لكن غطرسة الأخيرة ومن خلفها عنجهية ترامب دفعتها لمحاربة كل دول العالم التي تعتبرها خارج إطار السيادة الأمريكية، فبدأت برفع الضرائب على البضائع المستوردة من الصين ثم زيادة العقوبات على روسيا والإخلال بالإتفاقيات الدولية بين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي كروسيا والصين وإيران وغيرها. هذا الضغط الأمريكي زاد التعاون الروسي الصيني في العالم ومن ضمن هذا التعاون كان الدور الإقتصادي الذي لعبته فلادفستوك كمنطلق أساسي للتعاون الروسي الصيني، ومن بين هذه النقاط التطور الأخير في أقصى الشرق على المستوى العسكري بحيث أجرت الصين وروسيا مناورات ضخمة كانت رسالة للولايات المتحدة بأنَّ الشرق الأقصى خاضع للسيادة العسكرية المشتركة.  

في الإطار الإقتصادي لا بد من التذكير بأنَّ الإكتتاب الصيني الروسي في السندات الأمريكية هو الأعلى في العالم، الأمر الذي يجعل من إقتصاد الدولتين هاجسًا للولايات المتحدة، كما من مؤتمر فلادفستوك للتعاون الإقتصادي السنوي إحدى الخطوات الأساسية لتثبيت تبادل الخبرات الإقتصادية والتكنولوجيا الحديثة بين البلدين. 

Post Author: SafirAlChamal