المنية: لماذا تدخل حزب الله في اللحظات الاخيرة وهذه هي التسوية ؟… عمر ابراهيم

في الوقت الذي كانت فيه الامور في المنية والبداوي قد بلغت ذروتها من الاحتقان الميداني بين المحتجين على التقنين الكهربائي وبين الجيش اللبناني الذي كان أنهى تحضيراته للتدخل لفض الاعتصامات وإعادة فتح الطرقات بالقوة، حصل ما كان يراهن عليه البعض من تدخل سياسي لا سيما من حزب الله لإيجاد تسوية منعا لخروج الامور عن السيطرة.

كل شيء على الارض كان يوحي باقتراب ساعة الصدام بين الجيش والمحتجين الذين كانوا وسعوا من دائرة تحركاتهم على الارض وقطعوا المزيد من الطرقات متحصنين بدعم المناطق المحيطة بهم وصولا الى طرابلس ، ما اوحى وكان هناك حالة اعتراض شعبية قد تخرج عن سياقها وتتخطى سقف المطالبة بالكهرباء وصولا الى مطالب اخرى، وهو ما جعل القيادة العسكرية في عجلة من امرها لحسم الامر قبل تفلت الامور وتحول اعتصام المنية والبداوي الى اعتصامات تعم بعض مناطق الشمالية ، تحت عناوين مختلفة.

في هذه اللحظات كانت الوزيرة ندى بستاني تصر على موقفها امام رؤساء بلديات المنية والبداوي، بعدم إعطاء الكهرباء ٢٠ ساعة في اليوم للمنية والبداوي كما يطالب المحتجين، بالتزامن مع بدء العد العكسي لدى الجيش لفتح الطرقات وتأمينها في صباح اليوم التالي لتكون سالكة امام المارة.

اجواء الاحتقان وصلت أصداؤها الى الضاحية التي كانت التزمت الحياد منذ بدء تحركات المحسوبين عليها حصرا، وقيامهم بنصب خيمة امام معمل دير عمار قبل ان يزيلها الجيش بالقوة ، ما عزز من الشعور بعدم رغبة الحزب في الدخول طرفا في هذه الازمة ودعم فريق على حساب وزيرة حليفه التيار الوطني الحر .

لكن ازالة الخيمة فجرت الشارع الذي خرج بكل اطيافه دعما للمحتجين، وبدات تحركاته تنذر باقتراب المواجهة مع الجيش ، ما دفع حزب الله الى تنشيط اتصالاته عبر الحاج وفيق صفا والحاج محمود قماطي على خطين الاول مع قيادة الجيش والثاني مع التيار الوطني الحر، وذلك للتوصل الى تسوية تحفظ ماء وجه الجميع، الجيش الذي فتح الطرقات وأعاد الاستقرار اليها ، والمحسوبين على الحزب الذين لم يصطدموا مع الجيش، ووزيرة الطاقة وخلفها تيارها السياسي التي لم تتنازل عن موقفها وأعطيت مهلة الى ١٥ أيلول لتحسين ظروف الكهرباء في المنية وفق ما تراه مناسبا وربما ترفع التغذية الى ثلاثة ساعات فقط لتتغذى المنية ب١٥ ساعة في اليوم بدلا من ٢٠ ساعة.