جورج يمين في موعده التاسع عشر.. حاضر في الطفولة والذاكرة واهدن… ديانا غسطين

أحب اهدن حتى ارتبط اسمه بها فأضحى شاعرها.. هو الحاضر الدائم رغم غيابه الابدي كيف لا وهو من لم يتخلف محبوه عن موعد له طوال تسعة عشر عاماً.. 

وللموعد التاسع عشر طعمٌ آخر، اذ انه كُلل بتكريم لجورج يمين من وزارة الثقافة التي كان اللقاء تحت رعايتها.

وبحضور لم يقل زخماً عن السنوات السابقة، احتفلت جمعيّة جورج يمّين الثقافية بموعدها السنوي الذي أحيته الفنانة ريمي بندلي في عودة الى أغاني الطفولة عند الشاعر الراحل جورج يمّين في دير مار سركيس وباخوس الأثري في إهدن بحضور وزير الثقافة محمد داوود داوود ممثلاً بالأستاذ ميشال معيكي ممثلاً، الوزيرين السابقين يوسف سعاده وروني عريجي وفعاليات ثقافية واهل واصدقاء.

في البداية، دقيقةَ صمت عن روحِ الفنان التشكيلي اللبناني العالميّ الأبعاد، سايد يمّين الذي توفي في جنيف.

ثم كانت كلمة لمقدّمة الأمسيّة الإعلامية جودي الأسمر التي قالت ″ريمي بندلي بيننا اليوم، ستشدو أغنية الطفولة المغسولة بضوء القمر الذي دعته حروف جورج يمين للنزول الى الدبكة، فتطير وتعلّي فرحتنا، كالحمام، في فضاء نفوسنا العطشى للسلام″.

ثم كانت كلمة لرئيسة جمعية جورج يمين الثقافية الاعلامية ماريا يمين، شكرت فيها وزارة الثقافة لرعايتها وتكريمها وقالت انّ ″19 سنة مرّت وحضور جورج يمّين ينفي غيابَه. والحضور هنا يتخطّى العائلة ومملكةَ رامي وماهر والمقرَّبين لنجدَه ملتصقاً بالأرض، بالطبيعة، بقمرِ إهدن، بورقِ الخريف، بضباب أيلول، وبحكايات الأهل والرفاق.″

وجرياً على عادتها، اختارت الجمعية وجهاً لتكرّمه فكانت تحية الى الأب ابرهيم بو راجل رئيس دير مار سركيس وباخوس، ″لنبل تعاطيه مع أهلنا وأرضنا ورعايته الصالحة لمواعيدنا الثقافية” كما جاء في كلمة رئيسة الجمعية. واثر استلامه المنحوتة التذكارية للجمعية، قال بو راجل ″أنتظر هذا الموعد كما كثر لأنه من المواعيد الثقافية القليلة التي حين نحضرها نشعر بوجود مستوى ثقافي عالٍ″.

ثم كان عرض لفيلم ″يا هالدهب خبّرني″، الذي كتبت نصه جودي الأسمر وسجلته بصوتها، اما الإخراج فلكارل كميل سلامة والتوليف لسرجين فنيانوس. ويضيء الفيلم على تفرّد شاعر لازمته الطفولة وكان أن حوّل الحرب إلى أنطولوجيا غنائية جسّدتها بصوتها المغنّية الطفلة ″ريمي بندلي″.

لتطل بعد ذلك الفنانة ريمي بندلي على الجمهور مستهلّة امسيتها بتحيّة لجورج يمّين ″انتَ اللي بصوتي كَتَبت، لعم حسّو، وعم يوجعني،قبل ما احكي غنّيت، وكلماتك عم بترافقني” كتبها لها كارل سلامة وغنّت باقة من أغاني الطفولة وتحوّل الحاضرون الى كورس، وروت بندلي عن بكائها عند تسجيلها اغنية ″ردّولي بيتي″ وكان عمرها اربع سنوات، كما تفاعل الجمهور مع اغنية  ″غسّل وجّك با قمر″، طير وعلّي يا حمام″ و ″المرجوحة″ والتفّ الأولاد الذين كانوا في القاعة حولها بطريقة عفوية عند سماعهم موسيقى “اعطونا الطفولو”. ورافقتها على الفلوت العازفة رنا عبيد وعلى البيانو العازف ألكسندر ميساكيان. 

ثمّ ألقى ممثّل وزير الثقافة ميشال معيكي كلمة ومما جاء فيها: ″زمنٌ والشاعر مقيمٌ فيكم، حبّاً، صداقة وتقديراً.جمعية جورج يمّين الثقافية، مشغولة أبداً بذكر حضوره وتراثه الرائع، عليها مسؤولية وفضلٌ لها. جورج لم يقلّد أحداً ولا انتسب الى مدرسة. كتب على مزاج فكره والاستنساب والسجية وحوّل الترميز ، في قصيدة الحداثة، الى أناشيد ومواويل وتراتيل تضمّخ الوجدان برائحة الأرض والفصول وناس الجرود وأحلام الحرّية… وعاش القصيدة إمتداداً لأهداب العينين″.

وأشار الى انّ “اللقاء التكريمي في دير مار سركيس وباخوس ، هذا الصرح الديني العريق، يعيدنا بالضرورة الحتمية، الى تاريخ زغرتا-اهدن، الى قامات أغنت لبنان وأثرت حياتنا الثقافية، فكراً وفنوناً وآداباً … من البطريرك العالم اسطفان الدويهي الى صليبا الدويهي وجواد بولس وسواهم من الراحلين ومن أسماء كبيرة لا تزال في عطاءاتٍ كثيرة في مجالات الإبداع، من أبناء هذه الأرض المعطاء .″

وقال “في هذه العشية نقدّم وردة للشاعر، وتدفىء حلقتنا الطفلة التي كبُرَت. وكنت أتأمل صوتها والحضور في ستوديوهات تلفزيون لبنان -الحازمية تغنّي قصائد جورج اعطونا – اعطونا الطفولة على إيقاع قصف المدفعيات الحنونة” متوهجاً الى ريمي بندلي بالقول ″صوتك لا يزال في الذاكرة التي أحببنا،أسمعينا دائماً″.

واستحضر معيكي قولاً لجورج يمّين: ″ثمّة قبيلة لا يرحل أهلها إلاّ فجأة. يومضون وينطفئون ولأجسادهم حضور النيزك. انها قبيلة الحبر والورق” مؤكداً “إننا عبرك يا جورج نحيي أقلام هذه القبيلة وفي كل مضاربهم، من اهدن_ زغرتا ، الى كل لبنان وحيثما ينتشرون″.

وتابع: ″انني باسم معالي وزير الثقافة الدكتور محمّد داوود، وباسمي نحيي جهود جمعية جورج يمّين الثقافية على رأسها السيّدة ماريا يمّين. ونهنئ ونشكر حضور وصوت ريمي بندلي. ونحييكم جميعاً.″

وقدّم معيكي درعاً للشاعر الراحل جورج يمّين تقديراً لعطاءاته الأدبية والفكرية تسلّمته زوجته السيدة ماريا يمّين وابنهما ماهر، كما سلّم الفنانة ريمي بندلي درعاً لعطاءاتها الفنية.


مواضيع ذات صلة:

  1. منتدى ″ريشة عطر″ يكرم الزميلة حسناء جعيتاني سعادة… ديانا غسطين

  2. نواف الموسوي لـ″سفير الشمال″: إستقالتي من النيابة لا تعني إعتزالي السياسة!… ديانا غسطين

  3. مجزرة اهدن.. يوم أزهرت دماء الشهداء فأثمرت مسامحة… ديانا غسطين


 

Post Author: SafirAlChamal