بعد ″سقوط″ الفوّار وتربل.. هل يكون حلّ مشكلة نفايات الشّمال في ديرنبوح؟… عبد الكافي الصمد

ينتظر أن تخطو الحكومة اليوم أولى خطواتها لمعالجة مشكلة النفايات في الشمال، من خلال استملاكها عقاراً تجمع فيه نفايات الضنية وزغرتا والكورة وبشري، وفق ما أعلن وزير البيئة فادي جريصاتي أول من امس، عقب اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة معالجة مشكلة النفايات في السراي الحكومي الكبير برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزراء ورئيس مجلس الإنماء والإعمار وعدد من الخبراء والمستشارين.

جريصاتي الذي أعلن أن هذه الخطوة ″ستكون بداية حلّ لأزمة النفايات في الشمال، وسنتحدث بها فقط في استملاك العقار بهدف حلّ مشكلة الشمال الطارئة″، أوضح أنه يوم الثلاثاء المقبل ″ستعقد الحكومة جلسة خاصة بمشكلة النفايات، وسيبت فيها بخارطة طريق″.

واستبعد جريصاتي أن  يتكرر السيناريو القديم نفسه، في إشارة إلى تراجع الحكومة عن اعتماد موقعين سابقين في الفوار وتربل بعد احتجاجات شعبية، مشيراً إلى ان رئيس الحكومة “ملتزم معنا مائة في المائة بالموقع الجديد، وهناك يومان لتحضير هذا الموقع، ولا بد من القيام بعدد من الإجراءات الإدارية، وهناك تحضير للمنطقة وأهلها”.

ومع أن جريصاتي قال إنه أخذنا موافقة الجميع وبركة الرئيس الحريري. كما أن الأفرقاء الأساسيين وافقوا عليه قبلا، إلا أن الموقع الجديد المقترح إستملاكه اليوم، والذي تبين أنه يقع ضمن بلدة ديرنبوح ـ الضنية عقارياً، وهو عبارة عن كسارة قديمة متوقفة عن العمل يملكها أشخاص من آل كرم في زغرتا، لقي إعتراضاً من رئيس بلدية ديرنبوح ورئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، الذي أوضح أن العقار المذكور “يبعد أقل من مئتي متر عن المدرسة الرسمية والوحيدة في البلدة، ويوجد عدة ينابيع مياه قربه”، داعياً إلى سحب هذا الموضوع من التداول، وعدم السماح بالسير فيه، لأنه يشكل خطراً كبيراً على الصحة والسلامة العامة والمياه الجوفية، آملاً عدم جرّنا إلى أمور نحن بغنى عنها.

إعتراض سعدية طرح أسئلة كثيرة حول مصير الموقع الجديد، وهل أن الحكومة ستقوم في جلسة اليوم باتخاذ قرار باستملاك العقار العائد له، أم ستؤجل ذلك إلى جلسة الثلاثاء المقبل، بحيث يكون حلّ مشكلة النفايات في الشمال مشمولاً بخطة النفايات العامة التي وضعت لها الحكومة خارطة طريق، وكيف ستعالج الحكومة الإعتراضات المستجدة، وهل لديها ضمانات أن المطمر الجديد سينفذ بطريقة علمية وبيئية وصحية سليمة سوف تبعد أضراره المتوقعة عن المواطنين، وهل تنجح الإتصالات في احتواء أي معارضة عليه، وهل أن الحكومة سوف تقوم بالمقابل بتنفيذ مشاريع تنموية في دير نبوح وجوارها بهدف امتصاص نقمة المعارضين؟

يضاف إلى ذلك أسئلة أخرى منها ما مصير موقع تربل الذي قال جريصاتي إن منطقة المنية لن تستخدم المطمر الجديد في ديرنبوح لوضع نفاياتها فيه، بعدما امّنت نفسها وهي لديها معملاً وأمّنت أرضاً، فهل سيكون موقع تربل مخصص فقط لمنطقة المنية، وهل العقار الذي جرى تأمينه للمنية هو العقار الذي يملكه رجل الأعمال كميل مراد، إبن بلدة رأسنحاش البترونية، أم العقار الذي يملكه إبن المنية ورجل الأعمال أحمد علم الدين الملقب بالدوري؟

كل هذه الأسئلة وغيرها يفترض أن تجد أجوبة شافية عليها في جلسة الحكومة المرتقبة اليوم.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري وأزمة النّفايات: تخبط وتضارب في المواقف!… عبد الكافي الصمد

  2. المطار يشهد هجرة لبنانية غير مسبوقة: يومٌ تاريخي أم كارثي؟… عبد الكافي الصمد

  3. تشييع حسين الفشيخ.. عرس الشهادة من الضنية الى القدس… عبد الكافي الصمد


Post Author: SafirAlChamal