ماذا يحصل في القرنة السوداء واي خطر يتهدد علاقة ابناء بشري والضنية؟… عمر ابراهيم

تأخذ قضية النزاع المزمن بين أبناء بشري وبقاعصفرين ـ الضنية على الهوية الجغرافية للقرنة السوداء وملكية الأراضي المحيطة بها اشكالاً متعددة مع كل فصل صيف، حيث  تنذر التطورات السنوية المتكررة باستمرار الأزمة وتفاقمها إلى حد يصعب معه التكهن بنتائجها السلبية، في ظل غياب المعالجات الرسمية وعدم إيجاد الحلول الناجعة لهذه المعضلة، ومحاولة البعض استغلالها بالسياسة واعطائها أبعادا طائفية ومناطقية.

وكما هو معلوم، فإن القرنة السوداء تعتبر اعلى قمم لبنان وتحتوي خزاناتها الجوفية على كميات كبيرة من المياه، وهي لذلك تكتسب اهمية خاصة بالنسبة لأبناء المنطقتين الواقعتين على كتفيها، الامر الذي تسبب سابقاً بحصول العديد من الاشكالات الامنية والسجالات الحادة التي تتضمن تهديدات وتحريض طائفي، وكان اخرها قبل ايام بعد حملة نظمها بعض ابناء بشري على مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت ردا من بلدية بقاعصفرين حذرت فيه من تداعيات ذلك على حسن علاقة الجوار، خصوصا بعد ورود تهديدات على لسان بعض ابناء بشري.

مع كل فصل صيف تشهد تلك المنطقة توترات بين ابناء المنطقتين على خلفية تعديات على ″نباريش″ المياه التي يستخدمها اهالي جرد النجاص في ري اراضيهم الزراعية، او بسبب شكاوى اهالي بشري من تعديات مماثلة على ثلاجات المياه، وهي امور تؤدي سنويا الى تازم الوضع ووصوله في بعض الاحيان الى حافة الانفجار الامني.

وكانت الدولة اللبنانية اقرت قبل سنوات عدة إنشاء مشروع بحيرة عطارة في المنطقة للاستفادة من المياه الجوفية وتأمين مصدر للمزارعين لري اراضيهم، وبدأ قبل سنوات العمل عليه، إلا ان اعمال الحفر توقفت من دون معرفة الاسباب، ما دفع المزارعين من أبناء المنطقتين الى اعتماد اساليب بدائية في تأمين المياه، من خلال تركيب ″نباريش″ لسحب المياه من الثلاجات الموجودة في المنطقة، الامر الذي خلق سجالات واعتراضات عدة.

وتشير مصادر مطلعة الى ان البعض يسعى الى فرض امر واقع لوضع يده على تلك المنطقة لما تكتسبه من اهمية على الصعد كافة لا سيما السياحية، علما ان كل المعيطات تشير الى ان هذه المنطقة تتبع لقضاء الضنية، الا ان ايا من المسؤولين لم يبادر الى حسم هذا الجدل وتحديد هوية المنطقة لمنع تحولها الى قنبلة قد تؤدي الى فتنة لا يحمد عقباها، وهو ما يطرح تساؤلات عن المستفيد من ابقاء هذه القضية وعدم معالجتها؟.

وكانت بلدية بقاصفرين ـ الضنية اصدرت بيانا ردت فيه على ما اسمته ″الاضاليل والإتهامات والتهديدات التي صدرت مؤخراً عن بعض أبناء قضاء بشري على مواقع التواصل الإجتماعي، بخصوص تعدّيات قالوا إنها حصلت مؤخراً في جبل المكمل والقرنة السوداء″.

واوضح البيان ″ان بعض أبناء قضاء بشري يدعون أن الجبل والقرنة يقعان ضمن نطاق قضائهم إدارياً، بالرغم من أن هذا الأمر محسوم رسمياً، بعدما ثبتته الخرائط الرسمية، وعلى رأسها خرائط الجيش اللبناني، التي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك، أن القرنة السوداء تقع بمعظمها ضمن نطاق بقاعصفرين″.

واهاب البيان ″بالعقلاء من أبناء قضاء بشري، أن يتدخلوا ويبادروا إلى وضع حدّ لهؤلاء الموتورين قبل وقوع المحظور، وحرصاً على علاقات حسن الجوار التاريخية التي نحرص عليها. فالتعديات التي تحصل في جبل المكمل، كائناً من يرتكبها، تقع مسؤولية معالجتها حصراً على البلديات والوزارات المعنية والأجهزة الأمنية″.


مواضيع ذات صلة:

  1. أبناء المنية يستأنفون ثورتهم بعد خديعة السلطة.. ماذا يحضر للمنطقة؟… عمر ابراهيم

  2. ثورة ابناء المنية مستمرة ضد المطمر.. و″كتلة الوسط″ تدعم تحركاتهم… عمر ابراهيم

  3. ما هي الاسباب لعودة التقنين الكهربائي الى المنية، وماذا يخاف الاهالي؟… عمر ابراهيم


Post Author: SafirAlChamal