شمال لبنان يتشح بالسواد.. 4 شبان رحلوا في جمعة العيد!… أحمد الحسن

وكأن شباب لبنان مكتوب عليهم الشقاء أين ما وجدوا، وأين ما حلوا، فلا يدرون كيف يكون مستقبلهم او تكون نهايتهم، ففي لبنان لا حقوق لهم، لا في وظيفة وهي إن توفرت تتعطل بحجة عدم توفر التوازن الطائفي، ولا في فرصة عمل باتت نادرة بفعل المنافسة الأجنبية، فيما المخاطر تحيط بهم من كل حدب وصوب على الطرقات المهملة والمحرومة رسميا من ابسط شروط السلامة المرورية ما يجعل عداد الموت لا يتوقف عن حصد أرواحهم.

وفي جحيم الغربة الذي يهربون اليه لتأمين مستقبل ضائع في وطنهم يواجه شباب لبنان شتى انواع المخاطر قتلا على خلفية عنصرية او اعتداء على خلفية سرقة وتصفية حسابات او غير ذلك من القضاء والقدر.

أربعة شبان بعمر الورد اسلموا أرواحهم الى بارئها بطرق مختلفة، الشاب ابراهيم كساب من بلدة مشمش في عكار رحل بعد تعرضه لحادث صدم مروع ادخل على إثره الى العناية المشددة بعد نزيف حاد في رأسه ليفارق الحياة، علما انه وبحسب المعلومات فإن سيارات الاسعاف تأخرت كثيرا في إسعافه كونها كانت منشغلة في أحد مهرجانات المنطقة، ما دفع بأحد المواطنين الى نقله بسيارته الى المستشفى حيث لفظ انفاسه الاخيرة.

الشاب عبدالقادر عبدالغني زكريا عسكري في الجيش اللبناني من بلدة القرنة في عكار قضى نتيجة تعرّضه لحادث سير مروع وقع في فنيدق عند عودته من منزل خطيبته، ليترك حزنا عارما في بلدته وبين أهله وأصدقائه.

الشاب أيمن نبيل اسماعيل كنعان من بلدة فنيدق في عكار عثر عليه مشنوقاً في منزل ذويه من دون معرفة الاسباب الى الان، مع تقدم فرضية الانتحار.

وكان اخر هذه المآسي والصدمات التي تعرض لها شمال لبنان غرق الشاب حسين الفشيخ في اعقاب انقاذه شابة لبنانية وشاب مصري سقطا في احد الشلالات في كوناكري بالقرب من مكان عمله في غينيا، لتكتمل لائحة الموت بأربعة شبان فارقوا الحياة خلال جمعة عيد الاضحى وليتشح شمال لبنان بالسواد حزنا وخصوصا في عكار والضنية المنطقتان الأكثر حرمانا في لبنان.

وكما هي العادة بعد كل مأساة يتنافس المسؤولون في الدولة والسياسيون في إختيار كلمات النعي والمواساة متناسين انهم يتحملون مسؤولية ما يحل بهؤلاء الشبان وبعائلاتهم من كوارث، وان من واجباتهم تأمين حياة كريمة لشباب لبنان وحمايتهم في وطنهم وعلى طرقاته وإقفال باب الهجرة أمامهم للحفاظ على إمكاناتهم وقدراتهم وآدمغتهم واستثمارها في تطوير وتقدم بلدهم.

لاشك في ان ما حصل مع الشبان الأربعة ومع من سبقهم يهدد جميع شباب لبنان الذين ربما تكون نهايتهم مماثلة في ظل ″وحش″ الموت المجاني الذي يزداد توحشا ودموية، او ربما في بلاد الغربة التي تحولت الى ملجأ يسعى كل شاب لبناني الى العبور اليه لتأمين مستقبل بات مجهولا ومظلما في وطنهم، او ربما انتحارا للهروب من واقع مؤلم وبفعل اليأس الذي يسيطر على اكثرية الشباب، ليبقى السؤال الى متى سيبقى شباب لبنان ضحية للاهمال والحرمان؟ ومتى ستستفيق الدولة اللبنانية على هذه الشريحة التي تعتبر عماد البلد وأمله ومستقبله؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. في عيده الـ 74.. الجيش اللبناني ضحية الموازنة التقشفية… أحمد الحسن

  2. أطنان من النفايات تهرب الى عكار.. غطاء سياسي يحمي الفاعلين…أحمد الحسن

  3. الموازنة التقشفية تحرم عكار من المشاريع الانمائية.. أين نوابها؟… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal