باسيل في عين عاصفة القوات!… مرسال الترس

هل تخطى رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الخطوط الحمر وبات في عين عاصفة حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع؟

إحتمال جدي وضعه المراقبون في أولى حساباتهم. إضافة الى أنه لم يعد خافياً على أحد أن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية قد وصلت الى نقطة اللارجوع!

فما إن دعا باسيل سمير (جعجع) الى عدم الكذب، حتى أنهالت عليه الهجومات القواتية من كل حدب وصوب، واشتعلت كافة الجبهات بالأعيرة المتاحة.

صحيح أن جعجع لم يتطرق الى الموضوع مباشرة بنفسه، ولكن لمن فاتته الاحداث فإن العلاقة غير السوية بين الرجلين تعود لسنوات وسنوات، وانحدارها الى الدرك الذي وصلت اليه لم يكن وليد خطاب على منبر:

فباسيل كان دائماً يحمّل القوات اللبنانية ورئيسها مسؤولية عدم وصوله الى المجلس النيابي في الانتخابات التشريعية منذ دورة 2005 حين كان الاقتراع عبر النظام الاكثري وحتى دورة 2018 حين فك عقدته عندما تحول الاقتراع الى النظام النسبي، من منطلق أن القوات كانت تتحالف باستمرار في انتخابات قضاء البترون ضده مباشرة مع النائب والوزير السابق بطرس حرب حيث كانت تجمعهما منظومة 14 آذار.

وباسيل عندما نجح في إقناع القوات في دعم عمه الجنرال ميشال عون للوصول الى قصر بعبدا كان يرسم أكثر من سيناريو ليخدم تطلعاته المستقبلية، ابتداء من وصوله الى رئاسة التيار الوطني الحر واستكمالاً الى تمهيد الطريق الرئاسية لنفسه، ولذلك عندما بدأت الصراعات حول مضمون اتفاق معراب وراح كل منهماً يفسره وفق نظرته، إعتبرت القوات نفسها أنها قد خُدعت في ذلك الاتفاق. لأنها قدمت ما قدمته ليس مجاناً وانما وفقا لخريطة طريق تخدم الطرفين. وراحت تستخدم العديد من اساليب الضغط، ولكنها لم تنجح لأن التسوية الرئاسية التي عقدها باسيل بشكل مباشر مع الرئيس سعد الحريري قد أبعدت الأخير عن القوات، قبل أن تواجه الحريري أزمة الاستقالة الشهيرة ويتخذ جعجع الموقف الاشهر منها.

وراحت التجاذبات بين التيار البرتقالي والقوات تزداد حدة وسلبية وتنعكس على مناصري الطرفين الذين غاب عن بالهما كلياً الشعار الذي رفعاه يوماً وتضمن عبارة “أوعا خيّك”. وبات كل منهما يركن للآخر في زاوية هذه الوزارة (طاقة، صحة،عمل…) أو تلك التعيينات، ويهشم به بما طالت يمناه. ولكن أن يصل الأمر بباسيل أن يتهم “جعجع” بالكذب فتلك الخطيئة المميتة، التي فتحت نار جهنم القوات عليه من مستويات مختلفة والتي كانت ذروتها فيما وصفه به النائب عماد واكيم فقال إنه “ضعيف يقاوم، قصير يطاول”. مضيفاً التعبير التالي: “مهما حاولت لن تصبح زويعم”!  

والخطيئة التي لا يمكن أن يغفرها القواتيون أن باسيل قد تحدث في خطابه الى “سمير” فقط، مسقطاً من لغة خطابه اسم عائلته أو لقبه المشهور به أي “الحكيم” الامر الذي أفقد الجميع الصواب!

المتابعون للعلاقات بين الطرفين يرون أن لا أمل بسلام او حتى مهادنة في المدى المنظور لاسيما وان المرحلة المقبلة تتضمن انتخابات رئاسية يتنافس فيها الرجلان، من زاوية أيهما الأقوى على الساحة المسيحية!

وفي هذا الإطار يجمع مختلف المراقبين على أن جعجع لا يمكن أن يتجاهل تلك الأهانة المباشرة خصوصاً أنه أبن منطقة عُرف عنها أنها ما تعودت في تاريخها طي مضامين الصفحات الكأداء أو الاساءات بسهولة!..


مواضيع ذات صلة:

  1. الرابع عشر من آذار.. وحلم طائر الفينيق!… مرسال الترس

  2. هل سينجح باسيل في تحصيل حقوق المسيحيين؟… مرسال الترس

  3. تخوف من تشققات كبيرة على طريق بعبدا – بكركي… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal