الرابع عشر من آذار.. وحلم طائر الفينيق!… مرسال الترس

بعد اكثر من شهر على التجاذبات الحادة سياسياً وقضائياً، ليس مهماً من ربح في قضية قبرشمون – البساتين في قضاء الشوف: الحزب التقدمي الاشتراكي أم الحزب الديمقراطي اللبناني وحليفه التيار الوطني الحر. لأن المواطن اللبناني الذي ينتظر الفرج منذ سنوات بات في السنوات الثلاث الأخيرة وكأنه معلق في هواء هذه الازمة السياسية – الاجتماعية – الاقتصادية التي لم ولن يستطيع احد تقدير مدى خطورتها أو الاسوأ الذي ستصل اليه.

البعض يطالب ويسعى سراً وعلانية، لاعادة إحياء تركيبة 14 آذار وخلال مهلة قريبة، لعلهم يعيدون إلتقاط الانفاس، ومنهم على سبيل المثال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  والنائب والوزير السابق وليد جنبلاط، الأمر الذي يعني عودة التحديات مع قوى الثامن من آذار، والدخول مجدداً الى نفق مظلم لم يصدق اللبنانيون أنهم خرجوا منه بعد دزينة من السنوات العجاف سياسياً وأمنياً.

جنبلاط وجعجع تقاسما لفترة مهمة الدينامو المحرك لمشروع 14 آذار حتى تقطعت أوصال ذلك المخلوق بصورة دراماتيكية، والشخصان المشار اليهما أفترقا على زغل ووقعت القطيعة بينهما وبين الرئيس سعد الحريري الذي أوقف الدعم المالي عن تلك التركيبة وتفرق عشاق “أمانتها العامة” وبات كل منهم يسعى لتلمس طريقه، والذي فضح المواقف وكشف المستور هو عندما انقطعت السبل بالحريري بعد استقالته القسرية المشهورة وراح كل منهم يلعب دور “بروتوس”. 

واليوم وعلى هامش التوتر الحاصل يسعى البعض الى إعادة لملمة أجزاء الجرة المكسورة، ويقال أن البعض سمع نصائح من سفراء غربيين في العاصمة اللبنانية تدعوه الى الاتكال على من يمتون بصلة الى “العزيز جيفري” الذي لم ينس كثيرون كيف ترك قيادات 14 آذار وسط المعمعة وتخلى عنهم على طريقة الكاوبوي الاميركي الذي يعشق دائماً البيع والشراء وفق مصالحه.

واذا كان هذا البعض يريد أن يتجاهل الدروس التي مرّت، ويحاول استخدام حركته السريعة في التبدل مجدداً من منطلق ان المرحلة الحالية تدفع بمعظم الافرقاء اللبنانيين الى إعادة طلب “المعونة الخارجية” والاستقواء بها على الشريك الداخلي. فسيفاجأ الجميع أن الرياح العاتية والمتصادمة التي تعصف بالمنطقة لن تساعد سفنهم على عبور مضيق العاصفة. خصوصاً أن حلفاء الامس أنفسهم لن يديروا ظهورهم مجدداً للحلفاء المستجدين الذين تحولوا في ساعة تخل الى أعداء أكثر من لدودين. 

ولذلك يجزم العديد من المراقبين على أن إعادة تركيب بازل 14 آذار ليست صعبة وحسب وانما مستحيلة نظرا لما فعله الحداد بين أعضائها. ولأن ظروف وحيثيات انطلاقتها قد تبدلت رأساً على عقب وما كان يصلح قبل اربعة عشر سنة وقبل الحرب على سوريا لم يعد متوفراً أي حرف من حيثياته، فان إعادة استيلاد ذلك المخلوق تتطلب أعجوبة، في زمن لم تعد تظهر فيه سوى أعاجيب الفساد والفاسدين، وطائر الفينيق لن يستولد هذه المرة من الرماد!..


مواضيع ذات صلة:

  1. هل سينجح باسيل في تحصيل حقوق المسيحيين؟… مرسال الترس

  2. اللبناني قرب ناعورة الانتظار المُذل!… مرسال الترس

  3. هل يدفع التغيير الحكومي بالاشتراكي والقوات الى المعارضة؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal