مطمر تربل موضع تجاذب و″الدّعم السّياسي″ للمعارضين آتٍ… عبد الكافي الصمد

ما يزال إعلان وزير البيئة فادي جريصاتي، يوم الثلاثاء الماضي، إعتماد عقار في بلدة تربل مطمراً لنفايات أربعة أقضية شمالية يتفاعل على أكثر من مستوى، وسط تجاذبات بين موافقين على المطمر ومعارضين له، ينتظر أن تتخذ أشكالاً مختلفة من النقاش والشدّ والجذب والضغط المتبادل خلال الأيام المقبلة.

وجهات النظر بين الطرفين كانت ساحتها الرئيسية مواقع التواصل الإجتماعي، إضافة إلى تحركات على الأرض قام بها المعارضون، من خلال تنفيذهم أمس إعتصاماً إحتجاجياً على المطمر، مطالبين بنقله إلى مكان آخر.

الحجج التي ساقها كل طرف كانت متعارضة ومتناقضة، بعضها كان موضوعياً، وبعضها الآخر غلب عليها طابع ردّ الفعل والتسرّع وعدم دقة وموضوعية في المعلومات والمواقف، فضلاً عن أن السياسة بخلفياتها وتشعباتها كانت حاضرة، ولو بشكل غير مباشر، في كل خطوة تقريباً.

معارضو المطمر إعتبروا أن اعتماد بلدة تربل موقعاً له ستكون له أضرار بيئية جسيمة، وأنه سيلحق تلوثاً كبيراً بخزانات المياه الجوفية في المنطقة، التي تتزود منها طرابلس والمنية على وجه التحديد بحاجاتهما من المياه، وأن مناطق الجوار في البداوي ودير عمار والفوار وعلما وتربل وكفريا ومركبتا وبحنين ومجدليا وغيرها ستحلق بها أضرارا متفاوتة.

ورأى المعارضون أن المطمر الذي سيكون كارثياً على مناطق الجوار كونه قريباً منها، سيشكل ضربة موجعة لمشاريع سكنية وسياحية عديدة ينوي مستثمرون القيام بها في المنطقة على شاكلة مشروع الميرادور القريب من موقع المطمر، وأن البلدات المجاورة لموقع المطمر كانت تنتظر مشاريع تنموية لرفع الحرمان عنها وتأمين فرص عمل لأبنائها تخفف من وقع البطالة، وليس مطمراً للنفايات.

هذه الحجج التي رفع لوائها معارضو المطمر لم تلق حتى الآن دعماً سياسياً على شاكلة الدعم الذي تلقاه أهالي بلدة الفوار المجاورة، عندما قاموا بتحركات إحتجاجية رفضاً لأن يكون موقع المطمر ضمن نطاق بلدتهم، ما أدى نهاية الأمر إلى غضّ النظر عنه، ولكن هذا الدعم قد لا يتأخر كثيراً، في ضوء معلومات متوافرة عن تحضير شخصيات وقوى سياسية ونواب أنفسهم للقيام بتحركات داعمة لحراك المعترضين على الأرض.  

أما مؤيدو إقامة المطمر في تربل، فيعتبرون أنه مناسب أكثر من أي موقع آخر، ويبرزون خرائط ومعلومات مناقضة لآراء المعارضين، منها أن موقع المطمر ليس قريباً من منازل وأماكن سكنية كما يدّعي البعض، وأنه يبعد عن أقرب منزل سكني قرابة كيلومتر ونصف على الأقل، وأنه لن يلوّث البيئة كون المنطقة التي يوجد فيها جرادء بالكامل، كما أنه لن يؤثر على المياه الجوفية، وأنه سيكون مطمراً وليس مكبّاً، أي أن أية روائح كريهة لن تنبعث منه كما يروّج البعض. ويسأل هؤلاء: أين كان حرص هؤلاء على البيئة وصحّة المواطنين وتلوث الطبيعة والمياه الجوفية، عندما كان مكب بلدة عدوة مفتوحاً أعواماً عدّة أمام أطنان النفايات التي كانت تأتيه يومياً؟.

في كل الأحوال فإن الأمور ما تزال في بدايتها، وأن المواجهة مرجحة لأن تحتدم أكثر فأكثر بين المؤيدين للمطمر والمعارضين له، على أن يكون لكل فريق حججه وخرائطه ودعمه السياسي، وذلك بانتظار ما ستؤول إليه نتائج هذه التحركات في الأيام المقبلة.


مواضيع ذات صلة:

  1. أزمة النفايات الشمالية تكتب آخر فصولها: موقع تربل هو الحلّ… عبد الكافي الصمد

  2. الحكومة معطلة ومخارج التسوية مقفلة… عبد الكافي الصمد

  3. أزمة النفايات الشمالية تزداد تعقيداً والحلول غائبة… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal