هنيئا لـ″بلاد الغربة″ بشباب وخريجي لبنان!… عزام ريفي

″ليش عم تعذب حالك وتدرس″، ″بكرا لح تتخرج وما تلاقي شغل″، ″دورلك على شي صنعة أحسن من كل هالدرس″.. ″عندك واسطة؟″، ″عم تروّح مصريات أهلك على الفاضي بهالبلد″، هي عبارات يرددها أغلبية الشباب المتخرج بغصة، وبحرقة قلب لكل طالب أنهى تعليمه الثانوي أو المهني، ويكمل دراسته الجامعية.

حال الشباب المتخرج اليوم مبكي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فسعداء الحظ الذين لا يتعدى عددهم أصابع اليدين، هم من يحصلون على وظيفة حتى ولو كانت من خارج اختصاصهم، فقد أصبح طبيعيا لدى العديد من خريجي الجامعات ذكوراً كانوا أم اناث أن يمارسوا وظائف لا علاقة لها باختصاصهم الذي أمضوا سنوات عدة من التعب وليال طويلة من الدرس والتحضير لنيل شهادة جامعية فيه. أما من تبقى فمكانهم في المقاهي أو عاطلين عن العمل، أو يحملون ذل السؤال على أبواب الشركات عن أي وظيفة من دون أن يجدوا طلبهم، حتى بات أكثرهم يعانون من الاكتئاب والضيق بسبب هذا الواقع الأليم الذي يقضي على تطلعاتهم وأحلامهم بمستقبل أفضل.

كم من مهندس يعمل في مجال المبيعات، أو يلتحق بادارة أو شركة لا تمت بصلة الى إختصاصه، بسبب ندرة فرص العمل وانعدام التخطيط وكثرة المهندسين، وكم من خريج ادارة أعمال أجبر على العمل كأمين صندوق في السوبرماركت أو في أحد المطاعم بسبب عدم توفر الوظائف في البنوك والشركات، وكم من طبيب اتخذ من بلادٍ غير لبنان ملجأ له ولعائلته بسبب سوء الأوضاع الأقتصادية وتدهور الأحوال، هذا بالإضافة الى الشروط التعجيزية التي تضعها بعض الشركات أو أرباب العمل في وجه الخريجين الجدد ويأتي على رأسها عدد سنوات الخبرة التي يعد أقلها أربع سنوات، فكيف بحكم المنطق على خريجٍ جديد أن يكون لديه هذا العدد من سنوات الخبرة في إختصاصه من غير أن يعمل فيه؟ أو من غير أن يعطى فرصة للعمل فيه ولو من باب الستاج؟.

هنا يأتي الحل السحري وهو الواسطة التي أصبحت ترايدينغ رقم واحد في لبنان وبلا منازع، ومن لا يملكها من قبل سياسيين درجة أولى تبقى الوظيفة أو فرصة العمل مجرد حلم له، في حين أن من لديهم الواسطة من مسؤولين أو سياسيين عاديين، فإن الانتظار يكون سيد الموقف من دون أن يظهر في الأفق أي حل للبطالة التي التي يواجهونها إلا في حالات نادرة.

تشير منظمة العمل الدولية الى أن نسبة البطالة في لبنان وصلت الى حوالي 30%، وتوقعت شركة الدولية للمعلومات أن يصل عدد المهاجرين اللبنانيين الذين تقل أعمارهم عن الأربعين سنة الى حوالي 56 ألف مهاجر مع نهاية عام 2019، مشيرة في دراسة الى أن حوالي 34 ألف لبناني غادروا لبنان بلا عودة في عام 2018.

كلها أرقام مخيفة لبلد أصبح يعد مقبرة لطموح وحماس أي شاب متخرج حديثاً، حيث يجد أغلبيتهم في ترك البلد بلا عودة الحل الأفضل والأمثل لبناء مستقبل مشرق في بلاد تقدر قدراتهم وتحترم طموحاتهم وتساعدهم على تحويل أحلامهم الى حقيقة، فهنيئاً لبلاد الغربة بشبابك يا لبنان.


مواضيع ذات صلة:

  1. طرقات طرابلس تضيق على السيارات.. أي عبقرية يعتمدها المعنيون؟… عزام ريفي

  2. الممثل التركي بوراك في لبنان.. الشعب فقد عقله؟..عزام ريفي

  3. جنون الألوان يجتاح طرابلس.. ماذا حصل في معرض رشيد كرامي الدولي؟.. عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal