المبادرة الوطنية للتشجير تطلق حملتها من الكورة… فاديا دعبول

تمكنت الكورة اخيرا، وبعد جهود مضنية، من فرض تطبيق القانون، وايقاف عمل شركات الاسمنت في المقالع غير المرخصة وغير المستوفية للشروط القانونية، وذلك بفضل اتحاد بلدياتها والبلديات، والناشطين البيئيين، والجمعيات والاحزاب والفاعليات، والنواب السابقين والحاليين، الى جانب الدعم الكبير من وزارة البيئة، ما جعل الاهالي يتنفسون الصعداء ويتأملون بغد بيئي افضل للكورة من كل الجوانب الحياتية.

هذه المستجدات الايجابية، وواقع الكورة المصنفة في المرتبة الاولى من حيث التلوث في لبنان دفعت ″المبادرة الوطنية″ للوقوف الى جانب اهالي الكورة ″الذين يعانون من ثلاث الى اربع حالات سرطان داخل المنزل الواحد، نتيجة التلوث الذي احدثته معامل الترابة والاسمنت، وقطع مليون و200 الف شجرة في منطقة الكورة″، واطلاق مبادرة حملتها بالتشجير من الكورة لتستكمل في المناطق اللبنانية الاخرى.

ستكون الزيارة الاولى للمبادرة الوطنية الى الكورة السبت المقبل للتوضيح امام الراي العام اللبناني″ لماذا الكورة؟ وعرض معاناة الكورة مع التلوث والاسباب، ابداء مقترحات للعلاج وحلول، التنسيق مع الفاعليات الاهلية والبلديات، ووضع خطة التشجير الى جانب التعاون على فرز النفايات لاسيما البلاستيك″.

في هذا الصدد يرحب رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس كريم بو كريم بالمبادرة البيئية التي ″تأتي في سياق اهتمام الاتحاد الكبير بالشأن البيئي″. معربا عن استعداد الاتحاد الكامل ″للتعاون والمساعدة في كل ما من شانه حماية البيئة والدفاع عنها بشراسة″، مذكرا بمواقفه تجاه مقالع شركات الاسمنت وما ادت اليه، بمساعدة الجميع، من نتائج ايجابية في تطبيق القوانين.

وقد انضمت جمعية ″وصية الارض″ الى حملة ″المبادرة الوطنية″ التي كانت داعمة للجمعية وفق رئيسها المهندس فارس ناصيف. حيث تعمل ايضا على تعميم هذه الحملة في كل لبنان من منطلق ″الرد على شركات الاسمنت والترابة التي تقضي على الاشجار الحرجية والمثمرة وتتسبب في الاضرار البيئية والصحية وتفتعل الحرائق.. بحملات تشجير على كافة الاراضي اللبنانية، ليعود لبنان افضل مما كان.″ مشددا على انهم ″ان كانوا يدمرون فنحن نبني، وان كانوا يقطعون ويحرقون الاشجار فنحن نزرع، وان كانوا يشوهون الطبيعة نحن نجملها، وان كانوا يتسببون بالموت فنحن نريد ان نعيش ويعيش غيرنا معنا″.

ويرى الناشط البيئي ناصيف عيسى ان حملة التشجير ″ضرورية جدا للكورة، لانها الاوفر ماديا في معالجة التلوث والمشاكل البيئية، والانجح على كل المستويات، لاسيما ان الدول المتقدمة تعتمد التشجير لحل مشاكلها، ومنها الاحتباس الحراري.″

ويأسف عيسى لما آل اليه واقع الكورة ″من تشويه وضرر وخطر على صحة الاهالي جراء تلوث الشركات، لاسيما ان اعداد الوفيات السرطانية هي شبه يومية في المنطقة”. متمنيا على الجميع “الوقوف صفا واحدا في مواجهة الاخطار البيئية لحماية حياتهم وحياة الاجيال المقبلة.″

وفي اطار التشجيع على حملات التشجير، ومنع قطع الاشجار يؤكد عضو بلدية كفرحزير يعقوب وهبة ان ″مقالع الشركات قضت على حرج المجيدل باكمله بما كان يحويه من ملايين الاشجار المعمرة. وقد حرر محضر ضبط بالواقعة من وزارة الزراعة بناء على شكوى تقدمنا بها″.

وفي حين يدعو الدكتور جان عبدالله الى اوسع مشاركة في هذه الحملة لاهميتها على مستوى صحة وسلامة الاهالي والطبيعة الكورانية، يرى كاهن رعية فيع الاب سمعان حيدر ان ″حملات التشجير وحدها لا تكفي لصد تلوث مقالع شركات الاسمنت الذي يحط رحاله مع الرياح داخل المنازل وفي الاجساد الضعيفة حتى الممات.″

ليختم بالقول: ″بدنا نصلي ليرحمنا الله ويلهم المسؤولين الرحمة والمحبة″.