من يتآمر على طرابلس بتضييق طرقاتها ومداخلها؟… عمر ابراهيم

لم تشفع لأبناء طرابلس كل المناشدات والمطالبات المتكررة بضرورة وضع حد للاختناق المروري غير المسبوق الذي تشهده المدينة منذ فترة، والناتج بمجمله عن الفوضى السائدة في تنفيذ بعض المشاريع المتعلقة بالطرق، لا سيما عند مدخلها الرئيسي في البحصاص ولجهة مستشفى النيني، حيث يبرز جليا سوء الدراسة والتخطيط والتنفيذ وحجم الاستخفاف بأبناء المدينة وكراماتهم التي تنتهك منذ تاريخ بدء الاعمال.

لم يكف أهالي طرابلس الذين يعيشون يومياتهم داخل شوارع تجتاحها الحفر والخنادق والحواجز الاسمنيتة، وتحويلات، ولافتات الشركات المتعهدة تعتذر من المواطنين عن الإزعاج، حتى يفرض عليهم مشروع تأهيل مدخل المدينة الجنوبي عند البحصاص والذي تحول الى “نكبة” على المدينة بسبب سوء التخطيط من قبل الفريق الذي اعد الدراسات وحول تلك المنطقة الى ما يشبه ″عنق زجاجة″ بسبب تضييق الطريق وتوسعة الارصفة في منطقة تعتبر شريانا حيويا وأساسيا، يربط المدينة مع قضاء الكورة ومع بيروت.

هذا المشروع الذي بدأ العمل به منذ اشهر ما زال يسير بخطى السلحفاة من دون معرفة تاريخ انتهاء الاعمال، وسط ازمة سير خانقة يشهدها يوميا حيث تمتد طوابير السيارات لمئات الامتار، وهي مرجحة لان تتضاعف مع بدء العام الدراسي والجامعي وحتى بعد انتهاء المشروع كونه عمل على تضييق الطريق بشكل غير مفهوم، وكأن من خطط ونفذ يتآمر على المدينة وأهلها، فبدلا من أن يتم توسعة مدخل المدينة يصار الى تضييقه على مسافة لا تتعدى مرور سيارة واحدة، وهي طريق بحسب دراسة اعدت في العام 2014 يستقبل يوميا أكثر من 27 الف سيارة.

والانكى من ذلك ان من وضع دراسات هذا المشروع هو نفسه من يعمل على تاهيل مستديرة النيني وبنفس الطريقة التي اعتمدت عند مدخل المدينة حيث تم تضييق الطريق وتوسعة الارصفة والروضات الوسطية وكأن المطلوب تشديد الخناق على طرابلس ومحاصرة اهلها و”تطفيش” الناس من الدخول اليها، خصوصا في فصل الصيف حيث الرهان على السياحة وعلى الزوار من خارج المدينة، ونظرا لكون تلك الساحة تصل الى شارع الضم والفرز حيث تنتشر المقاهي والمطاعم، وكذلك الى المعرض.

سياسة خنق المدينة مستمرة من كل الاتجاهات وكأن هناك من اتخذ قرارا بعزل طرابلس عن محيطها، وسط غياب كلي لاي صوت يتصدى لهذه المؤامرة على المدينة، ما يستدعي من المجتمع المدني والغيورين على طرابلس التحرك الفوري والعمل على رفع هذا الظلم عن مدينتهم ولو اضطر الامر الى وقف تلك الاعمال وجرف ذلك المشروع الذي يحاصرهم ومنع استكماله كما حصل في عهد الرئيس الراحل عمر كرامي حيث تم حجز اليات ومنع الاعمال بسبب عدم التزام المتعهد بدفتر الشروط.

واللافت في الأمر كان موقف رئيس بلدية طرابلس الاسبق الدكتور نادر غزال الذي كتب على صفحته على فايسبوك أنا خريج هندسة مدنية من جامعة نيويورك (مصنّفة رقم 6 في أمريكا) عام 84، ومتفوق على دفعتي، أقف مشدوهاً أمام حماقة هذا التصميم الهندسي المبدع العجيب، وكيف يتفنن في إختلاق أزمة سير… كفى إساءة وإستهتاراً بالمدينة، وأرفق غزال تغريدته بهاشتاغ مصمم تقاطع البحصاص بدو رصاص″.

behsas11


مواضيع ذات صلة:

  1. أين يقع مطمر دير عمار ومتى أقر المشروع؟…عمر ابراهيم

  2. لبنان يزج بالفلسطينيين في وحول ازمته.. والسوريون قنبلة موقوتة… عمر ابراهيم

  3. نديم الجميل في الحارة البرانية بدون حشود الوزير باسيل العسكرية… عمر ابراهيم


Post Author: SafirAlChamal