تخوف من تشققات كبيرة على طريق بعبدا – بكركي… مرسال الترس

في مختلف العهود الرئاسية التي مرت على لبنان منذ الاستقلال، غالباً ما كانت المسافة بين القصر الجمهوري وبكركي تتأرجح بين الانسياب غير المحدود، وبين الجفاء المشوب بالقطيعة. وذلك استناداً الى العلاقة الشخصية بين رئيس الجمهورية الماروني الانتماء وبطريرك الطائفة،  ابتداء من عهد الرئيس بشارة الخوري والبطريرك انطون عريضة، وصولاً الى عهد الرئيس العماد ميشال عون والبطريرك الكاردينال بشارة الراعي.

الملاحظ أن سيد بكركي يصعد لهجته الانتقادية لاداء أهل السلطة وخصوصاً في الجانب التنفيذي، الامر الذي أتاح للمراقبين الاستنتاج أن الطريق بين القصر والمقر تقصر تباعاً، وهناك تخوف من حدوث تشققات كبيرة لاسيما بعد تعيين المطران بولس عبد الساتر راعياً لابرشية بيروت. في حين كانت أوساط صحافية أشارت غير مرة الى أن الرئيس عون يرغب بنقل راعي ابرشية جبيل المطران ميشال عون الى ابرشية العاصمة، وعليه لوحظ أن البطريرك الراعي قد قام بأكثر من زيارة معلنة الى بعبدا من دون الاشارة الى الاهداف الحقيقية لها، مستخدماً كل خبراته الاقناعية من أجل إبعاد كأس المناقلات عنه، لأنه وفق أوساط واسعة الاطلاع ستفتح تلك أبواباً قد تحمل رياحاً عاتية يمكن أن تبدأ بزحلة مروراً بقبرص ولا تنتهي بساو باولو، من منطلق أن الخطوة غير مسبوقة بنقل مطران من أبرشية الى أخرى، فالمتعارف عليه أن راعي الابرشية يبقى في موقعه حتى بلوغه السن القانونية أي خمس وسبعين عاماً، أو وفاته، وذلك لا ينطبق على موقع النائب البطريركي العام.

وبناء على ما تقدم، والشياطين التي تتغلغل في التفاصيل، لاحظ المراقبون أن علاقة البطريرك الراعي مع حزب القوات اللبنانية على أفضل ما يرام. ومشاركته في افتتاح مهرجانات الارز أكبر مؤشر على ذلك (بالرغم من عدم اللياقة التي تعرض لها من قبل أحد الفنانين). ومثلها العلاقة مع تيار المرده وأبرز معالمها مشاركة رئيس التيار النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه في اجتماع المطارنة الشهري. أما العلاقة مع حزب الكتائب فحدّث ولا حرج فهو أبن بلدة حملايا جارة بكفيا القلعة الحصينة للحزب. بينما العلاقة مع العهد وصهره جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر ووزير الخارجية ففيها الكثير من محطات الانتقاد:

ففي عظة الاحد الاول من هذا الشهر قال غبطته: ″فيما مجلس الوزراء معطل، والاوضاع الاجتماعية والاقتصادية والمالية تتفاقم والديون تتراكم والعجز يكبر وفقر الشعب يتعمق، وكأن البلاد سفينة ضائعة في وسط البحر ومتروكة للقدر″.

وأضاف: ″المطلوب اعتماد خطاب سياسي يجمع ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يتعاون ولا يقصي، لا يردد كلمات وشعارات من دون مضمون سوى التأجيج. كفى هذا الهدم المتواصل للدولة ومؤسساتها، وهذا القهر للشعب المحب والمسالم وإقحامه على هدم ما تبقى عنده من ثقة بالمسؤولين السياسيين″.

 وفي عظة عيد مار شربل في عنايا قال سيد بكركي بحضور الرئيس عون شخصياً: ″نصلي للقديس شربل ان يشفع من اجل وطننا ومن اجلكم كي تقودوا سفينة البلاد بحكمة وحزم، لاخراج البلد من ازماته″.

وفي آخر أحد من هذا الشهر ختم السلسلة المشار اليها في العظات بالقول: ″لا يحقّ للسّياسيّين عندنا تنصيب ذواتهم فوق الدّستور والعدالة والمؤسّسات. ما يُفقد الدّولة ثقة الشّعب والمجتمع الدّوليّ بها″.. وختم بالقول:″ لماذا تحطيم آمال شبابنا الذي يريد أن يعيش في لبنان ويخدم مؤسّساته؟″

 فالى من يوجه غبطته هذا الكلام، وما هي الرسائل التي يتضمنها؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. اللبناني قرب ناعورة الانتظار المُذل!… مرسال الترس

  2. مجد لبنان.. والجنازة الآخرى؟… مرسال الترس

  3. سليمان فرنجيه.. السهل الممتنع!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal