أزمة النفايات الشمالية تزداد تعقيداً والحلول غائبة… عبد الكافي الصمد

تزداد أزمة النفايات في الأقضية الشمالية الأربعة يوماً بعد يوم، وتتفاقم تداعياتها البيئية والصحية والإجتماعية، وحتى السياسية، وتنذر التعقيدات والعراقيل التي تعترض أية مقترحات لحلها من قبل جهات سياسية معروفة، بأيام سوداء مقبلة إذا ما استمرت المراوحة على حالها.

آخر التطورات السلبية في هذا المجال سجلت في مكانين: الأول في الضنية، حيث أقدم مجهولون قبل أيام على إحراق أكوام من النفايات كانت رميت بشكل عشوائي قرب نبع السكر في أعالي جرود الضنية، ما تسبب بتصاعد الدخان الأسود والروائح الكريهة منها.

ناشطون بيئيون أوضحوا وفق صور وزّعوها على وسائل التواصل الإجتماعي أن أكواماً من النفايات يزيد طولها على كيلومتر تقريباً رميت في المنطقة القريبة من نبع السكر، وأن بعض هذه النفايات رميت فوق مصدر النبع تحديداً، ما يهدد بشكل مباشر مياه النبع ويجعلها عرضة للتلوث على نحو خطير.

وتنبع خطورة تلوث مياه نبع السكر، الكائن في أعالي جرود بلدة بقرصونا عند كتف جبال الأربعين، وعند تخوم سد بريصا، إلى أنه يعتبر المصدر الأساسي لمياه الشرب في الضنية، وأن أغلب بيوت المنطقة تتزود بمياه الشرب منه، كما أن كميات من مياه النبع تستخدم في مجال ريّ الأراضي الزراعية، ما يعني أن قسماً كبيراً من أهالي المنطقة مهدّدين بالتعرّض لخطر الإصابة بالأمراض، وأن منتجات زراعية أصبحت عرضة للتلوث.

هذا التطور الخطير دفع مواطنون في المنطقة إلى مطالبة البلديات المعنية بوضع حدّ لهذا التسيّب في رمي النفايات وفي إحراقها، لما يسببه ذلك من تلوث لمياه النبع ومن تشويه لواحدة من أجمل مناطق الضنية ولبنان طبيعياً وبيئياً، والتي تعد مقصداً لسياح ومصطافين وهواة للطبيعة، الذين يقصدونها بكثافة لافتة خصوصاً خلال فصل الصيف، داعين البلديات كافة إلى وضع يافطات تنبه وتحذر المواطنين من رمي نفايات في المنطقة، وتسيير دوريات لعناصر شرطة البلديات من أجل وضع حد لما يحصل، ومنعه بأي شكل من الأشكال.

أما المكان الثاني الذي سجلت فيه تطورات بيئية خطيرة فكان في مكب نفايات طرابلس، حيث أنه بعد إقفال مكب عدوة في الضنية أوائل شهر نيسان الماضي، وجدت بلديات أربع أقضية شمالية (المنية ـ الضنية، زغرتا، الكورة وبشري) نفسها بلا أي مكب بديل ترمي فيه نفاياتها، فلجأ بعض هذه البلديات إلى إرسال نفاياتها إلى مكب نفايات طرابلس، مقابل مبالغ مالية تدفع إلى بعض الأشخاص الذين يسهلون وصول هذه النفايات إلى مكب طرابلس بعيداً عن رقابة الأجهزة المعنية، برغم أن هذا المكب مهدد بالإنهيار في عرض البحر في أي لحظة بعدما وصلت قدرته على الإستيعاب إلى الذروة منذ عدة سنوات.

ويفاقم من خطورة أزمة النفايات إنتشار مئات المكبات العشوائية على جوانب الطرقات وفي الأودية، وقرب وداخل المناطق الحرجية، وإحراق بعضها في مشهد بات يومياً، فضلاً عن تكدّس أكوام النفايات في الشوارع والساحات على نحو بالغ الخطورة.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحريري في الفوّار: تناقض وإرباك واستشعار بالخطر… عبد الكافي الصمد

  2. إعتصام حاشد رفضاً لمطمر ″متعهد الجمهورية″ في الفوّار: الشّارع يواجه السلطة… عبد الكافي الصمد

  3. جهاد العرب وراء ″سرّ″ مكب نفايات الفوّار؟…عبد الكافي الصمد 


Post Author: SafirAlChamal