صورة صدمت رواد مواقع التواصل الاجتماعي لطفلة سورية صغيرة تجهد لإنقاذ أخيها الرضيع، وكلاهما عالقان بين ركام القصف في مدينة أريحا التابعة لمحافظة إدلب، فيما أبوهما يصرخ من أعلى الركام، عاجزاً عن فعل أي شيء.
وفيما يشبه المعجزة، خرجت الطفلة من بين الأنقاض، كما لو أنها فرقة إسعاف طفولية في ″مسرح دمى″ لإنقاذ أخيها الرضيع الذي بدا معلقاً في قطعة حديد كانت جزءا من ركام البناء المدمّر، والأب يطلق صرخة عجز عن فعل أي شيء، أو صرخة رعب مما يمكن أن يحدث لطفليه، بين ركام القصف أو معاودة الغارة على المكان.
وأحدثت الصورة صدمة بالغة لدى كل من شاهدها، بحسب مواقع التواصل التي تناقلتها على نطاق واسع، علّق فيها الناشطون بألم شديد عن تفاصيل الصورة التي ″أدمت″ قلوبهم، خاصة حالة الرضيع المعلّق من ثوبه بحَديدة، حيث بدا الحديد، على قساوته وصَممه، أشبه بيد أمّ ″من معدن″ تعلَّقها الرضيع بانتظار أخته التي كانت قاب قوسين أو أدنى من مواجهة الموت الذي خرجت منه، لا لتحتفل بالحياة، بل لتمنحها لأخيها الرضيع، بحسب بعض تعليقات متألمة لا تزال تتوالى، صعقها المشهد.
وانتشرت على موقع تويتر صورة الطفلين وأبيهما المطلق صرخة بقي صداها أضعف من صوت انفجار الصواريخ التي دمرت المكان، فتتالت التعليقات الممزوجة بالألم والغضب والإحساس بالذهول، وبعضها قال إن السوريين يعيشون في مثل هذا القتل والدمار منذ سنوات.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان، قد أكد مقتل 3 أشخاص، في قصف لقوات النظام السوري، أمس الأربعاء، على مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، فيما أعلن مقتل 18 شخصاً في قصف على “خان شيخون” كان 10 منهم من عائلة واحدة، بحسب تأكيده.
