هل يدفع التغيير الحكومي بالاشتراكي والقوات الى المعارضة؟… مرسال الترس

في وقت يُجمع فيه مختلف المراقبين على أن حكومة ″الى العمل″ التي أطلقها الرئيس سعد الحريري باتت في حكم ″الاحتضار″ اذا لم نقل ″الكوما الدائمة″. وهي التي لم تكمل اشهر ستة من انطلاقتها كانت حافلة بالتشنجات نتيجة التحالفات الهشة، والتوازنات القابعة على فوهة بركان. لاحظ المتابعون أن مراجع مسؤولة في ″تيار المستقبل″ تتحدث علناً عن إمكانية توجه رئيس مجلس الوزراء نحو الاعتكاف وربما الاستقالة.

والاعتكاف برأي أصحاب الشأن لن يؤدي الى أية نقلة نوعية، بل الى شلل اضافي. في وقت يستعجل فيه زعيم تيار المستقبل أموال ″سيدر″، والبلاد تنتظر أصحاب الكلمة الفصل في بت مصير حادثة قبرشمون وبأي حضن مرجع عسكري أو قضائي أو عدلي ستستقر، وهي التي أمسكت برقاب الحكومة منذ شهر كامل!

إذاً بقيت الاستقالة كمخرج وحيد يمكن أن يحرك المياه الراكدة ويدفع الى اتجاهين لا ثالث لهما:

الأول: إعادة تشكيل حكومة وفاق وطني يتوقع لها أن تسقط في دوامة الحكومتين الحريريتين اللتين سبقتاها في عهد الرئيس العماد ميشال عون. الامر الذي يعني المزيد من التسويف والمماطلة وحرق الجسور حتى نهاية العهد.

 أما الاتجاه الثاني فيتطلب جرأة خارجة عن المألوف وتقضي باعتماد حكومة من اتجاهات متحالفة فعلاً، قادرة على وضع خطط وتنفيذها لانقاذ مسيرة العهد، في مقابل معارضة بناءة تكون لها بالمرصاد لتصويب أي إعوجاج قد يطرأ.

وفي هذا السياق يرى المراقبون أن سيناريو دفع الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية وربما غيرهما الى حمل لواء المعارضة، سيضرب أكثر من عصفور بحجر تلك الحكومة المشار اليها، ويستندون الى المعايير التالية:    

بعد حادثة قبرشمون بدا واضحاً الجفاء بين زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب والوزير السابق وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل الذي قيل أنه كان يمكن أن يكون مستهدفاً في الكمين المشار اليه. أضف الى ذلك علاقة شهدت الكثير من الالتباس، والتوتر أحياناً، بين جنبلاط والحريري، الامر الذي يمكن أن يُقرأ بأن للحريري وباسيل وأفرقاء آخرين منهم حزب الله الذي تفصله علاقة جفاء مع جنبلاط، لهم مصالح متداخلة في إبعاد سيد المختارة عن الحكومة. 

 أما فيما يخص رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فحدّث ولا حرج عن الحد الفاصل القائم بينه وبين باسيل، فيما علاقته مع الحريري، ولاسيما منذ استقالة الرياض، تشبه عملية المد والجزر التي تنتج تلاطماً للامواج، ولعل آخر مآثرها هو ما نُقل عن لسان رئيس التيار الأزرق امام وفد حركة حماس حيث وصف سيد معراب بالقول: “الحكيم لم يكن حكيماً”. في توصيفه لما يدور حول الاشكال مع العمالة الفلسطينية. فيما اقتصر البيان الذي صدر عن مكتبه الاعلامي بنفي الكلام الذي نُشر في إحدى الصحف وقيل انه طاول وزير العمل كميل أبو سليمان، بينما لم يُشر البيان نفسه بأي حرف الى العبارات التي استهدفت جعجع. ومن هذه الزوايا مجتمعة قد تكون مصلحة أخرى للحريري وباسيل ومتربصين في إبعاد جعجع وحزبه عن أي تشكيل حكومي مقبل.

 قد يقول قائل إن البلد لا يتحمل حكومة موالاة تواجهها معارضة. ويرد معنيون بالتأكيد إن أي وضع قد ينشأ لن يكون أسوأ مما فيه البلاد اليوم. والجميع بانتظار خطوة الحريري!..


مواضيع ذات صلة:

  1. القطاع العام.. والاستراتيجية الحريرية!… مرسال الترس

  2. مجد لبنان.. والجنازة الآخرى؟… مرسال الترس

  3. ديكا القوات والكتائب يتصارعان في زاوية الساحة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal