إعتصام حاشد رفضاً لمطمر ″متعهد الجمهورية″ في الفوّار: الشّارع يواجه السلطة… عبد الكافي الصمد

جرعة دعم قوية تلقاها أمس المعترضون على إقامة مكب ومطمر للنفايات في بلدة الفوار، من خلال الإعتصام الحاشد الذي أقيم قرب محطة قبيطر للمحروقات في منطقة جبل البداوي وفاق التوقعات، إن من حيث الحضور الشعبي الكبير، أو الدعم السياسي الذي تلقاه المعترضون ومنظمي اعتصام أمس، والذي تمثل بحضور النائبين فيصل كرامي وعلي درويش.

واللافت أمس، أن الإعتصام الذي أقيم عند الساعة السادسة من مساء أمس كانت مروحة الذين شاركوا فيه واسعة وكبيرة جداً؛ فإلى جانب فاعليات وأهالي الفوار والبداوي، فقد تقاطر مئات وآلاف المشاركين من مناطق دير عمار والمنية والضنية والمنكوبين، فضلاً عن حضور لافت من فاعليات وأهالي مدينة طرابلس، كما لوحظ أن مكبرات الصوت من المساجد كان تحث المواطنين على المشاركة في الإعتصام، في ظل أجواء غير مسبوقة من الغضب والإستنفار الشعبي، ووسط يافطات منددة وهتافات رافضة، بعدما وجد الجميع أنفسهم معنيين بقضية تعني صحتهم وصحة أهاليهم وأبنائهم بشكل مباشر، وأنها باتت مسألة موت أو حياة بالنسبة لهم.

كما كان لافتاً أمس حجم النقمة الشعبية التي بدت واضحة على السلطة، وتحديداً على تيار المستقبل ووزير البيئة، بعدما وجد المعترضون أن الطرفين مشاركان في “جريمة” قرار فرض وجود مكب للنفايات في الفوار، وبرز ذلك في صفير الإستهجان الذي كان يرتفع عالياً كلما أتى المتحدثون بالإعتصام على ذكر رئيس الحكومة سعد الحريري، ووزير البيئة فادي جريصاتي و″متعهد الجمهورية″ جهاد العرب، المقاول المعروف المقرب من الحريري، والذي تبين أن العقار الموجود في الفوار والذي اختير ليكون مكباً ومطمراً، كان قد اشتراه عام 2016 لغايات لم تتضح إلا بعد سنوات، كان تبعه إغلاق مكب عدوي قبل أكثر من ثلاثة أشهر ونصف، من دون أي مبرر أو أي قرار رسمي من وزارة البيئة أو سواها، قبل أن يتضح أن هناك غايات وأهداف تبغي الربح المادي وكسب الأموال بأي طريقة، هي وراء كل ما حصل في الأشهر القليلة الماضية.

في الإعتصام الذي تحدث فيه كثيرون، من رؤساء بلديات ومشايخ وفاعليات وناشطين، ألقى النائب علي درويش كلمة باسم كتلة ″الوسط المستقل″ نفى فيها موافقة نواب طرابلس على هذا المشروع، مؤكدا رفض نصف نوابها الممثلة بكتلة الوسط المستقل وعلى رأسها دولة الرئيس نجيب ميقاتي بتمرير المطمر على حساب صحة الأهالي وكل ما يصيبهم بأي ضرر.

وقال: ″نحن أمام مشكلة فعلية ولكنها ليست صعبة، وعلى الدولة إقامة دراسة متأنية ومعمقة تطرح حلولا للمشكلة الأولى التي تعاني منها مناطق الشمال ككل، وبدل حفر مطامر وجب عليها إنشاء معامل تحد من انتشار هذه الآفة التي لزمت رأس هرم المشاكل التي يعيشها المواطن يوميا.″

ووجه درويش في الختام تحية للمعتصمين قائلا: ″نؤكد دعمكم ضد بناء مطامر جديدة للنفايات نظرا لأحقية الأهالي في العيش ضمن بيئة نظيفة وسليمة، فهذه المنطقة تستحق كل الخير وعدم تفضيل منطقة على حساب أخرى، لا بشكل مباشر أو غير مباشر.″

من جهته، ألقى النائب فيصل كرامي كلمة أكد فيها رفضه إقامة المكب في الفوّار، معلناً ″أنني لن أقبل بأي مطمر أو أي مشروع يضرّ بأهالي المنطقة″، ومشيراً إلى أن ″ما يحصل اليوم متفق عليه في السابق، قبل مجيء وزير البيئة الحالي إلى المنطقة″، ومتهماً ″تيارات سياسية بأنها تفتش عن المنفعة المادية، وكلنا نعرف أن متعهد المطمر هو متعهد الجمهورية اللبنانية″، في إشارة إلى المتعهد جهاد العرب الذي يعرف مجازاً بهذه الصفة.

واتهم كرامي ″هذه الدولة وهذه السلطة بأنه لا يهمها لا مصلحة الناس ولا صحة الناس، والدليل على كلامي ما يحدث في بيروت وجبل لبنان وحتى في طرابلس من زيادة في نسبة الأمراض السرطانية التي تفشت في مجتمعنا، نحن كنا نتوقع من هذه الدولة المشاريع والإنماء ولكن هذه هي الهدية التي أهدونا إياها″.

ورأى كرامي أنه ″بالتفاهم والحوار والتعاون مع الدولة اللبنانية نستطيع الوصول لحلّ، والأهم أن لا نخرج عن القانون، وأن نتعاون جميعاً من أجل مصلحة مناطقنا″، مؤكداً أن ″من يقول أن النواب موافقون، نقول له إن ذلك غير صحيح، نحن غير موافقون ولن نوافق أبداً على هذا الموضوع″. وتوجه الى المعتصمين بالقول: “كنا دائماً صوتكم الصارخ في مجلس النواب، واليوم في الشارع، وغداً مع الحكومة سنبقى كذلك. صحّتكم هي صحتنا، أملكم أملنا، وأنتم أهلنا، وما يصيبكم جميعاً يصيبنا، ولن نسمح أن تتعرضوا لأي أذى بإذن الله″.

bda


مواضيع ذات صلة:

  1. جهاد العرب وراء ″سرّ″ مكب نفايات الفوّار؟…عبد الكافي الصمد 

  2. هل أنهى تفقد وزير البيئة موقع الفوّار أزمة النّفايات الشّمالية؟… عبد الكافي الصمد

  3. هل يُبصر حلّ أزمة الّنفايات الشمالية النّور غداً؟… عبد الكافي الصمد


Post Author: SafirAlChamal