وداعاً أيها الفؤاد الغالي… كتب: عبدالله خالد

يغادرنا غداً إلى جنان الخلود الأخ والصديق فؤاد بدوي عبيد بعد أن ترك بصمة سيذكرها دائما أصدقاءه ومحبيه.تعرفت عليه في مطلع ستينيات القرن الماضي في كافتيريا كلية الحقوق في الصنائع في بيروت في نفس اليوم الذي تعرفت فيه على شقيقه الغالي ميلان.

وكنت قد تعرفت على شقيقه معالي الوزير جان الذي جمعني وإياه العمل الصحفي في جريدة الصحافة ودار الصياد. ومنذ ذلك الوقت توطدت صداقتي مع أسرتهم بحيث كنت أبيت أحياناً في منزلهم المجاور لكلية الحقوق واصبحت أتردد على منزلهم لتناول الغداء أو العشاء حيث كنت أحظى برعاية كريمة من المرحومة والدتهم وتعرفت على شقيقهم الأكبر الغالي إيلي.

وكثرت لقاءاتي مع الغالي فؤاد في كلية الحقوق وأحياناً في الإذاعة اللبنانية حيث كان يعمل. وكانت كل جلسة تجمعنا بحضور العزيز ميلان تتحول إلى جلسة فكرية نتناول فيها كل المواضيع السياسية والثقافية بالعمق في مرحلة كان النضال الوطني والقومي في أوجه.

مع انتقالي إلى دمشق حيث عملت لفترة طويلة نسبياً في جريدة تشرين كنت أحرص في زياراتي الأسبوعية لبيروت على لقاء فؤاد لنكمل حوارنا الذي بدأناه في جلسات سابقة حيث كان- رحمه الله- كنز معلومات تعينني على فهم أفضل لمايجري وكنا نحرص على أمر أساسي مفاده التفريق بين ما يفترض أن يبقى طي الكتمان وما هو صالح للتداول وهكذا توطدت الصداقة وتعززت الثقة بيننا.

مع عودتي إلى لبنان عادت لقاءاتنا إلى سابق عهدها – وان بدرجة أقل – وتكرر معها اللقاء في الغذاء الأسبوعي الذي كان يجمعنا في قصر العزيز جان في تربل.

رحم الله العزيز فؤاد وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وفي مقدمتهم إيلي وجان وميلان الصبر والسلوان.

Post Author: SafirAlChamal