جريصاتي يبقّ نصف البحصة: جهة معينة أقفلت مكب عدوي وعارضت أي بديل!… عبد الكافي الصمد

نقاط كثيرة كانت غامضة ومبهمة للكثير من اللبنانيين، وتحديداً لفاعليات وأهالي 5 أقضية شمالية هي المنية ـ الضنية، زغرتا، الكورة، بشري، والبترون، كشفها وزير البيئة فادي جريصاتي أمس في مؤتمره الصحافي الذي عقده في مكتبه بالوزارة، كان في جانب أساسي منه للرد على المؤتمر الصحافي الذي عقده النائب طوني فرنجية، أول من أمس وشرح بعض الملابسات، وفي جوانب أخرى لتوضيح الكثير من الغموض الذي أثير حول ملف النفايات في هذه الأقضية منذ إقفال مكب نفايات عدوي مطلع شهر نيسان الفائت.

أبرز هذه النقاط يمكن تلخيصها بالآتي:

أولاً: نفى جريصاتي عنه وعن وزارة البيئة أي علاقة لهما بإقفال مكبّ نفايات عدوي، وهو المكب الوحيد للأقضية الشمالية الخمسة، خصوصاً بعدما وُجّهت أصابع الإتهام إلى الوزير بأنه يقف وراء قرار إقفال المكب إثر زيارته التفقدية له في 29 آذار الماضي. وأعلن تحدّيه أن ″يُظهر أي ورقة واحدة أو قصقوصة ورقة تطلب فيها وزارة البيئة إقفال المكب، رغم علمنا بسوئه، لأنه ليس لدينا حل بديل″.

ثانياً: أوضح جريصاتي أن أحد أسباب إقفال المكب مالية، مشيراً إلى أن بعض البلديات واتحادات البلديات ″لم يستطيعوا دفع المستحقات المتراكمة″ لصاحب المكب مصطفى جمال سيف، الذي أكد ذلك في مؤتمرصحافي عقده في 9 نيسان الماضي، تحدث فيه عن ″عدم إمكانية إستقبال النفايات لأسباب مالية″.

وكشف جريصاتي أن سبباً إضافيا أضيف إلى السبب المالي أدى إلى إقفال المكب، وهو أن ″مشاكل بدأت بين صاحب المكب وبين أبناء عمه، وحدث إطلاق نار على المطمر وعلى المعدات الموجودة، وهذا يدل كم بات الحل معقداً”.

ثالثاً: تحدث جريصاتي عن إقتراحات عديدة طرحت لإيجاد مكب نفايات بديل لمكب عدوي، لكن كل هذه الإقتراحات سقطت لأسباب عدة، منها أن بعض المواقع المقترحة غير مناسبة بيئياً، إضافة إلى اعتراضات الأهالي على أي موقع جرى اختياره يكون بجوارهم، ما دفعه للقول: “إن أي موقع نختاره لطمر النفايات لن يستقبلنا فيه الناس بالرز والورد″.

رابعاً: منذ إقفال مكب عدوي قبل نحو ثلاثة أشهر ونصف، حمّل كثيرون في الأقضية الشمالية الخمسة، وفي الضنية والمنية تحديداً، النائبين جهاد الصمد وسامي فتفت أو أحدهما، إضافة إلى اتحاد بلديات الضنية، مسؤولية أزمة النفايات، وشهدت مواقع التواصل الإجتماعي طيلة الفترة السابقة حملة افتراءات ومعلومات مغلوطة حول واقع وحقيقة أزمة النفايات تلك، إلى أن كشف جريصاتي أمس جانباً كبيراً من ملابسات الأزمة.

فقد أوضح جريصاتي أنه ″تواصلت مع النائبين جهاد الصمد وسامي فتفت، والإثنان مشكوران لأنهما حاولا المستحيل لإيجاد البدائل، أو للضغط على صاحب مكب عدوي لإعادة فتحه كحل مؤقت”، مضيفاً أنه “في 28 أيار الماضي حصل إجتماع في مكتبي للنائبين فتفت والصمد، اللذين لا يلتقيان في السياسة، إنما إتفقنا على أننا إذا أردنا إيجاد حلّ للمنطقة يجب أن نكون جميعاً على قلب واحد، مع كل الأحزاب والفاعليات كي لا “يفركشه ” أحد بالسياسة″.

وحول دور إتحاد بلديات الضنية في إيجاد حلّ لأزمة النفايات، كشف جريصاتي أن رئيس الإتحاد محمد سعدية ″عرض دفع سلفة مالية كبيرة لعدوي كي يفتح  المكب″، ومشيراً إلى أن سعدية، الذي حضر لقاء الصمد فتفت في الوزارة، ″كان من أوائل الناس الذين قدّموا أرضاً بديلة، في عزقي وتملكها الدولة اللبنانية، وطلب مني مساعدته لتخصيصها للبلديات″.

وبعدما لفت جريصاتي إلى أنه تحدث بالأمر مع رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل ووزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن، سأل: هذه الأرض البديلة في عزقي لماذا لم تفتح لغاية اليوم؟ ومن وراء كلّ هذه المعارضة؟

الإجابة عن هذين السؤالين يملكهما بلا شك وزير البيئة، ومع أنه لم يتحدث عنهما، إلا أن اللبيب من الإشارة يفهم.


مواضيع ذات صلة:

  1. كلام فرنجية عن أزمة النفايات خطير سياسيا: هل تثمر الضغوطات؟… عبد الكافي الصمد

  2.  أضرار محطة الشحروق كبيرة ومطالبات بالكشف والتعويضات… عبد الكافي الصمد

  3.  ثلاثة أشهر على أزمة النّفايات: تعثر الحلّ مرتبطٌ بمصالح تيّار سياسي؟… عبد الكافي الصمد


Post Author: SafirAlChamal