كلام فرنجية عن أزمة النفايات خطير سياسيا: هل تثمر الضغوطات؟… عبد الكافي الصمد

وضع النائب طوني فرنجية أمس إصبعه على الجرح وسمّى الأشياء بأسمائها، وكشف خلفيات خطيرة لأزمة النفايات المتراكمة في شوارع وساحات خمسة أقضية شمالية (زغرتا، الكورة، الضنية والمنية، بشري وقسم من البترون)، بسبب إقفال مكب عدوي منذ قرابة ثلاثة أشهر ونصف، ووضع جهات سياسية ليست خافية العراقيل أمام أي اقتراح حل لهذه الأزمة، ومنعه بأي طريقة، في محاولة منها لتصفية حسابات سياسية مع خصومها في هذه الأقضية عبر الملف البيئي.

فقد اعتبر فرنجية أن ″إقفال مكب عدوي إرتجالي″، وأنه جاء ″عقب زيارة وزير البيئة (فادي جريصاتي أواخر شهر نيسان الماضي) من دون إيجاد بديل″، ما دفعه للقول إن ″أزمة النفايات مفتعلة″، و″كنّا على علم بأنها ستتفاقم إلى هذا الحدّ″، و″إغراق شوارعنا بالنفايات″. فرنجية الذي اتهم “أياد خفية، لكنها لم تعد خافية على أحد″ لم يسمها مباشرة، بأنها مسؤولة عن أزمة النفايات في الأقضية الشمالية المعنية، أوضح أنه ″في كل مرّة حاول رؤساء الإتحادات والبلديات التوصل إلى حلول، إصطدموا بحواجز وعرقلة تحت عناوين ومصالح سياسية″، ما جعله يؤكد أن ″هناك استهداف لمناطق بالسياسة عبر الملف البيئي، ونحن لن نرضى أن يكون أهلنا في زغرتا والكورة وبشري والضنية رهينة بالسياسة″.

وإذ دعا فرنجية صراحة وزارة البيئة إلى ″كف يدها، لأنها ساهمت بتفاقم الأزمة ومضاعفتها، ونحن لن نسكت عن المس بأمن الناس الصحّي″، دعا رئيس الحكومة سعد الحريري الذي قام بزيارته مؤخراً مع نواب ورؤساء بلديات واتحادات إلى ″إعادة فتح مكب عدوي ضمن شروط معينة تراعي المعايير البيئية، على أن يكون حلاً مؤقتاً ضمن خطة بيئية متكاملة، تضمن حلاً مستداماً لأزمة النفايات″، معبّراً عن ثقته بأن الحريري ″سيساعدنا في التوصل إلى حلّ″.

كلام فرنجية أوضح بشكل مباشر أن التيار الوطني الحر، عبر وزير البيئة فادي جريصاتي المحسوب عليه، هو من يتحمّل تبعات أزمة النفايات، وهي أزمة أراد بها التيار البرتقالي أن يحارب خصومه بها، من تيار المردة في زغرتا والكورة، والقوات اللبنانية في بشري، ونائب الحزب السوري القومي الإجتماعي سليم سعادة في الكورة، والنائب جهاد الصمد في الضنية، كون بلديات هذه الأقضية، مع اتحاداتها، المحسوب أغلبها على هذه القوى والشخصيات كانت ترمي نفاياتها في مكب عدوي، وهو الوحيد في هذه الأقضية، لكنها وجدت نفسها فجاة في أزمة بعد إغلاق المكب، من غير إعطائها مهلة زمنية لإيجاد مكب بديل.

وإذا كان فرنجية لم يكشف كل المستور في أزمة النفايات المفتعلة في هذه الأقضية، فإن مصادر مطلعة على هذا الملف كشفت أن ″شخصيات مقربة من التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل، تحظى بغطاء سياسي من التيارين، تعمل على إيجاد مكب نفايات بديل لمكب نفايات عدوي (يرجّح أن يكون في بلدة دير عمار)، وأن هذا المكب سيكون برعاية هذه الشخصيات التي ستسفيد منه مالياً، كما أن الإعلان عنه سيظهر أن التيارين، المستقبل والوطني الحر، هما من أوجدا حلاً لأزمة النفايات وليس خصومهما السياسيين″.

فهل ينجح مسعى التيارين، البرتقالي والأزرق، بإمرار هذه الصفقة التي ستأتي على حساب صحّة الناس وسلامتهم، من أجل تأمين مصالح ضيقة للبعض، أم أن الضغوطات والمخاوف من كشف المستور ستثمر حلاً قريباً لأزمة النفايات؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. أزمة في دائرة بلديات الشّمال بعد نقل ملحم: من سيخلفه؟… عبد الكافي الصمد

  2. من يُنزل الحكومة عن الشّجرة؟… عبد الكافي الصمد

  3. الحريري لن يسكت على تعطيل الحكومة: ماذا سيفعل؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal