طرقات طرابلس تضيق على السيارات.. أي عبقرية يعتمدها المعنيون؟… عزام ريفي

أصبح وصول المواطن الطرابلسي الى عمله في الوقت المحدد أشبه بالحلم الذي لا يمكن أن يتحقق، وأصبحت قيادة السيارات في شوارع وطرقات طرابلس “مقرفة” الى حد الجنون وأشبه بالمهمة المستحيلة، فضلاً عما يرافقها من حرق أعصاب، وتوتر وغضب، فمن غير الطبيعي أن يصل الطرابلسي أو أي زائر للمدينة الى المكان المقصود، اذا لم يمض نصف ساعة وأكثر أسيرا في سيارته، وذلك بسبب سوء تنظيم الطرقات، والحفريات التي اقتنع الطرابلسيون بأن لا نهاية لها، فضلاً عن الأشغال التي تشربك الطرقات وتزيد من زحمة السير بدلاً من أن تحلها.

تعتبر هندسة الطرقات في جميع أنحاء العالم، واحدة من أهم وأشهر أنواع الهندسة، وهي فرعٌ من أهم فروع الهندسة المدنية، حيث تستخدم من قبل المدن الكبرى لتنظيم وتخطيط وتطوير وصيانة الطرقات بصفة دورية، وبطريقة سليمة على أيدي مبدعين ومتخصصين في هذا المجال، يضمنوا من خلالها تحقيق أعلى مستويات الأمان والراحة للمواطنين، بما يتلاءم مع التطور العمراني، والزيادة السكانية المتلاحقة عاما بعد عام.

هذا يعني أن الهدف الأساسي من هندسة الطرقات هو تأمين الراحة والأمان للمواطنين، وتسهيل عملية انتقالهم من منطقة الى أخرى ومن شارع الى آخر بسلاسة، وسرعة، كما يهدف تخطيط الطريق الى وضع حد جذري لزحمة السير الخانقة.

ولكن الأمر يختلف قليلاً في لبنان عامة، ويختلف كثيرا في  طرابلس، حيث يبدو أن لدى المهندسين، والمتعهدين، فكرة مغايرة تماماً عن الهدف الأساسي لعلم هندسة الطريق، فبدلاً من العمل على تطوير وتخطيط الطرقات بطريقة تصب في مصلحة المواطن، وتساعده على الوصول الى وجهته بطريقة سهلة وسريعة، يعمل المهندسون والمتعهدون المشرفون على تخطيط طرقات طرابلس باصرار كبير لازعاج المواطن والحد من راحته، ووضعه أمام كابوس وروتين يومي شاق، يقضي بحبسه داخل سيارته لساعات حتى ولو كان هدفه قطع مسافات قليلة الكيلومترات.

لا يمضي يوم واحد على طرابلس، من دون أن تشهد طريق البحصاص، ومستشفى النيني زحمة سير خانقة لا تطاق، ما يدفع العديد من الطرابلسيين الى التشكيك بكفاءة المهندسين القائمين على مشروع الطرقات، وكذلك مشروع وضع الاشارات الضوئية، والى السؤال عن ″العبقرية″ التي يعتمدونها، في حين يذهب البعض الى تحميل البلدية مسؤولية ما يحدث في طرابلس من سوء تنظيم وحفريات عشوائية، واذا كان فعلاً هدف هذا المشروع الذي يعطي الأرصفة والروضات الوسطية مساحة أكبر من الطريق التي ضاقت على السيارات، حل مشكلة السير، فبنظر وشهادة الطرابلسيين أن هذا المشروع قد فشل فشلا ذريعا وأن الأموال التي صرفت عليه ذهبت هدرا، لأنه كما هو ظاهر يؤدي الى شل حركة المدينة تماماً، ويعمل على تضييق الطريق بدلاً من توسيعها، ويزيد هماً فوق هموم الطرابلسيين التي لا تعد ولا تحصى.


مواضيع ذات صلة:

  1. الممثل التركي بوراك في لبنان.. الشعب فقد عقله؟..عزام ريفي

  2. جنون الألوان يجتاح طرابلس.. ماذا حصل في معرض رشيد كرامي الدولي؟.. عزام ريفي

  3. متى ستتوقف المجازر البيئية بحق ″أبو علي″ والكورنيش البحري؟… عزام ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal