مهرجانات المدفون.. جسر حياة وتواصل… لميا شديد

ها هي لجنة مهرجانات جسر المدفون تواكب النهضة السياحية التي يشهدها شاطىء بلدة تحوم وموقع جسر المدفون من استثمارات جديدة ومؤسسات سياحية حطت الى جانب المؤسسات والمطاعم والمنتجعات التي كانت موجودة.

من خلال مهرجاناتها لهذا العام تسعى اللجنة الى تحويل موقع جسر المدفون الى معلم سياحي بكل ما يحمل من حضارة وفرح وحياة وتواصل لا جسر انقطاع. حيث افتتحت أمس فعاليات النسخة الرابعة من المهرجان مع سوق الأكل الذي يستمر  لغاية الاحد المقبل في 14 الجاري  وعلى هامشه ألعاب ترفيهية للاولاد بالاضافة الى عروض فنية وغنائية وموسيقية مساء اليوم السبت وغدا الاحد. كما تقام حفلة فنية يحييها الفنان ملحم زين مساء الجمعة في 19 تموز على ان تختتم الحفلات مع مسرحية كوميدية للفنان هشام حداد وفرقته.

من كل الأعمار توافد رواد السهر والفرح الى موقع المهرجانات على بعد أمتار قليلة من جسر المدفون وعلى وقع الموسيقى الصاخبة جال ضيوف بلدة تحوم في سوق الأكل والمشاركون من كل المناطق وعمت الفرحة قلوب الاطفال الذين لم يوفروا لعبة من الالعاب الترفيهية التي وضعت خصيصا لهم بالاضافة الى الانارة الملونة التي ملأت سماء المكان واضفت عليه ألوانا تواكب اجواء المهرجان.

قد يكون جسر المدفون من المواقع التاريخية التي ترتبط بحروب ومعارك خلال الاحداث وهو منذ الحضارة الفينيقية يشكل موقعا مميزا فصل بين منطقتي جبيل والبترون وكان محطة ثابتة للقوافل التي كانت تعبر في المكان ومنه واليه وبين المناطق.

بني أول جسر عند وادي المدفون في زمن الحضارة الفينيقية لكن الجسر الاهم هو الذي بني في القرن الميلادي الأول والمعروف بالجسر الروماني الذي بقي معتمدا حتى الحرب العالمية الثانية عندما بنى الجيش البريطاني جسرا آخر حديثا، وقرب الجسر الروماني القديم كان هناك كنيسة تدعى كنيسة سيدة الجسر، دفن بجانبها خلال الحرب العالمية الأولى العشرات لا بل المئات من الذين قضوا جوعا أو تاهوا على الطريق بالاضافة الى عشرات الكنائس والمغاور والمحابس التي سكنها الرهبان والنساك مئات الاعوام.

وهكذا بين وادي المدفون وجسر المدفون وشاطىء بلدة تحوم معالم عدة تسعى لجنة المهرجانات لإدراجها على الخارطة السياحية وجعلها مقصدا لرواد البحر والسياحة البحرية والرياضات لاسيما وأن الموقع يحتضن عددا لا يستهان به من المشاريع السياحية.

ويقول رئيس لجنة المهرجانات طنوس أبي صعب أن ″الهدف من النشاطات التي نقوم بها هو تحويل مهرجان جسر المدفون السنوي الى مهرجان فني عالمي يستضيف كبار الفنانين العالميين بالاضافة الى إعادة بناء كنيسة سيدة الجسر الملاصقة للجسر، واعادة رصف الطريق الرومانية التي مر عليها كل من سلك الشاطىء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، كما كانت يوم شقت كما سنعمل على اعادة إحياء تراث بلداتنا القديم، لا سيما من خلال إعادة تصنيع المأكولات والحلويات وتجفيف الفواكه التي اشتهرت بها قرانا على مر مئآت السنين، وانشاء سوق تراثي تعرض فيه هذه المنتوجات التي ما عادت معروفة ونسيها الناس وأصبحت جزء من الذاكرة.″

ويضيف: ″عندما ننجح في تثبيت جسر المدفون معلما سياحيا سنسعى الى تنظيم معارض ونشاطات ثقافية وفنية وكلنا أمل بأن نتمكن من تحويل هذه الافكار الى واقع لمواكبة التطور المتسارع الذي تشهده الواجهة البحرية لبلدة تحوم، التي تحولت في سنوات قليلة الى مركز سياحي يقصده الآلاف يومياً من عشاق البحر″.

ويلفت أبي صعب الى ″صعوبات كثيرة تواجهنا ابرزها غياب الدعم المالي الذي نحن بحاجة ماسة اليه، وما يصلنا ليس سوى نذر بسيط من مؤسسات وشركات وأشخاص مؤمنين بنشاطنا.″

ويختم: ″إن أسعار بطاقات المهرجان مدروسة ليتمكن جميع أفراد العائلة من حضور الحفلات خصوصا في ظل الوضع الاقتصادي الصعب هذه الأيام.″


مواضيع ذات صلة:

  1. البترون على موعد مع زوارها اليوم في مهرجان المأكولات البحرية… لميا شديد

  2. شكا تنضم الى لائحة البلدات التاريخية والسياحية… لميا شديد

  3. إفتتاح مهرجانات البترون.. عندما تتغلغل الرومانسية بين جنبات البيوت القديمة.. لميا شديد


Post Author: SafirAlChamal