أزمة في دائرة بلديات الشّمال بعد نقل ملحم: من سيخلفه؟… عبد الكافي الصمد

لم يحضر رئيس دائرة البلديات في محافظة الشّمال ملحم ملحم إلى مكتبه في سراي طرابلس صباح يوم الإثنين الماضي، من غير أن يُعرف سبب غيابه، الذي سرعان ما تبيّن أنه نتيجة قرار إداري أصدرته وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن، قضى بنقل (إعادة) ملحم من منصبه إلى منصب آخر كان يتبوأه سابقاً في مقرّ الوزارة في بيروت.

كان وقع الخبر مفاجئاً في دوائر المحافظة، وسط تساؤلات طرحت عن أسباب إعادة إبن بلدة إجدعبرين ـ الكورة إلى مركزه السابق في العاصمة من منصب تسلمه بالتكليف في طرابلس منذ عام 2004، وهل أن القرار داخلي بحت يخص الوزارة، وأن لا خلفيات سياسية أو إدارية له، أم مرتبط بملفات إدارية معينة لم تتضح أي معلومات بشأنها بعد، أم له علاقة بالإنتخابات النيابية الفرعية الأخيرة في طرابلس، حيث وجهت إتهامات إلى دوائر المحافظة بأنها لم تكن على الحياد في ذلك الإستحقاق.

لكن مصادر مطلعة أوضحت أن قرار إعادة ملحم من منصبه إلى بيروت لم يكن ليتخذ لو لم يكن هناك موافقة مباشرة أو ضمنية من قيادة تيار المستقبل، التي آثرت على ما يبدو التضحية بملحم وتقديمه كبش محرقة، للتغطية على التجاوزات التي حصلت في الإنتخابات الفرعية في طرابلس، من غير وجود أدلة حسّية على تورّط ملحم بها أم لا، علماً أن الأخير لم يكن ضمن الأسماء التي وردت في الطعن الذي قدمه المرشح يحيى مولود ضد النائب ديما جمالي إلى المجلس الدستوري، الذي أورد فيه أسماء 3 أشخاص طلب الإستماع إلى أقوالهم، هم المحافظ نهرا، ومساعده لقمان الكردي والأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير.

غير أن نقل ملحم من منصبه، الذي شغر وآلت مسؤولياته، مؤقتاً، إلى المحافظ نهرا، فتحت الباب أمام تعيين بديل عنه، لأن هكذا منصب لا يمكن أن يبقى شاغراً لفترة طويلة لما له من تأثير على عمل البلديات الشمالية ومراجعاتها اليومية.

ومع أن المصادر أوضحت أن “هناك أسماء قيد التداول”، كي تكون خلفاً لملحم في منصبه، الذي سعى وراء وساطة شخصيات ومرجعيات طرابلسية (بعضها ديني) لإيقاف القرار ولم يفلح، فإن الأمور لم تحسم بعد، وهي قد تستغرق وقتاً ليس قصيراً، بسبب التنافس بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ على اختيار الإسم البديل؛ فالتيار الأزرق يرى أنه أحق من غيره بالتسمية، لأن ملحم كان محسوباً عليه سياسياً في السنوات الأخيرة، بينما ينظر التيار البرتقالي إلى الأمر من منظور مختلف، ويعتبر أن من حقه تسمية من سيحلّ مكان ملحم، إنطلاقاً من نظرته للأمور التي تعتبر أن تسمية مقربين من العهد ستساعد في تعزيز وضعه وإنجاحه، وهو ما قام به رئيس التيار الوطني الحرّ عندما عيّن مؤخراً موظفين في مكتب شركة كهرباء قاديشا مقربين منه سياسيا، ومن البترون تحديدا، وهو يرى أن الفرصة سانحة أمامه لتكرار الأمر ثانية، بالرغم ممّا قد يثيره ذلك من أزمة في العلاقة بين التيارين، الأزرق والبرتقالي، ومن حساسية طرابلسية من ″هجمة″ باسيل على المواقع الإدارية في عاصمة الشمال ووضعها تحت جناحه.


مواضيع ذات صلة:

  1. من يُنزل الحكومة عن الشّجرة؟… عبد الكافي الصمد

  2. الحريري لن يسكت على تعطيل الحكومة: ماذا سيفعل؟… عبد الكافي الصمد

  3. أضرار محطة الشحروق كبيرة ومطالبات بالكشف والتعويضات… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal