عين الصين على طرابلس.. هل تضيع الفرصة؟… عمر ابراهيم

رغم العروض الكبيرة التي تتلقاها الشركات الصينية والتسهيلات المقدمة اليها على مساحة الاراضي اللبنانية لا سيما في محافظة البقاع، الا ان الغالبية منها لا تزال تبحث عن موطىء قدم لها في طرابلس والشمال لاعتبارات عدة منها قرب المسافة مع الحدود السورية.

وكان الاهتمام الصيني بطرابلس على وجه الخصوص بدأ منذ العمل على توسعة وتأهيل مرفأ طرابلس حيث إتجهت الانظار الى الدور الذي سيلعبه في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب في سوريا وبدء عملية الإعمار، نظرا لموقعه القريب من الحدود من جهة، وبسبب ما طرأ عليه من تطور جعله من بين أهم مرافئ البحر المتوسط من جهة ثانية.

حالة التفاؤل هذه انسحبت ايضا على طرابلس التي بدأت الآمال تُعقد على دورها، انطلاقا مما تمتلكه من مقومات جعلتها تحت مجهر الشركات الصينية التي تستعد للدخول والعمل في سوريا .

وقد عزز هذا الشعور بالتفاؤل عند الفاعليات الاقتصادية في المدينة، الزيارات المتكررة للوفود الصينية الى المدينة وعمليات الاستطلاع التي كانوا يقومون بها في معرض رشيد كرامي الدولي والمنطقة الاقتصادية الحرة وصولا الى مطار القليعات.

وبدأت تتسرب معلومات عن تحضيرات صينية لنقل شركات الى طرابلس لكي تكون على أتم الاستعداد للحظة بدء عملية الإعمار في سوريا.

لكن يوما بعد يوم بدأت تتراجع نسب التفاؤل، بعد معلومات عن نقل الصين نحو 400  شركة من شركاتها الى مدينة بعلبك كان من المفترض ان تكون في طرابلس، واستئجار أراض هناك لمدة 15 عاما.

هذه المعلومات اصابت المتفائلين بحالة من الاحباط قبل ان تتضح الصورة حيال ما تسرب والذي لا يعدو كونه مشاريع صغيرة سيتم افتتاحها في البقاع وهي عبارة عن “مول” وبعض الشركات .

لكن عدم نقل الشركات الى البقاع ليس بالضرورة ان يعطي الأولوية الى طرابلس التي ما تزال بعيدة عن إهتمامات الدولة بالرغم من المبادرات المحلية العديدة التي قدمت سلسلة من المشاريع التي باتت دراساتها جاهزة ومن شأنها أن تنهض بالمدينة وتحتاج فقط الى قرار رسمي.

ويشير مصدر متابع للملف الى ان الصين لم تلمس حتى الآن جدية من قبل المعنيين في الدولة، علما أنها كانت تضع معرض طرابلس والمنطقة الاقتصادية في سلم أولوياتها فضلا عن مطار القليعات.

ويؤكد المصدر أن الفرص ما تزال متاحة، لكنها تحتاج الى تحرك المسؤولين المعنيين بشكل جدي من أجل إيجاد الأرضية المطلوبة للشركات الصينية، أما إذا إستمرت المراوحة فإن المدينة قد تخسر بشكل كامل فرصة الاستفادة من إستثمارات الصين في لبنان.


مواضيع ذات صلة:

  1. بعد حلّ بلدية المنية.. كيف ستكون المعركة ومن هم المتنافسون؟… عمر ابراهيم

  2. لبنان امام اختبار ضبط الحدود.. ما هو عدد المعابر غير الشرعية؟… عمر ابراهيم

  3. ما هو مصير زيارة الوزير جبران باسيل الى طرابلس؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal