الحكومة تهتز.. ولا تقع… غسان ريفي

بالرغم من الأجواء السياسية الملبدة، تبدو الحكومة اللبنانية بعيدة حتى الآن عن العواصف التي يمكن أن تطيح بها، خصوصا أن كثيرا من القوى ما تزال تحرص على التمسك بها وتفعيل عملها.

لا يختلف إثنان على أن الحكومة تعرضت يوم الثلاثاء الفائت الى هزة كبيرة على مقياس “الهيبة والصلاحيات” كادت أن تزعزعها، خصوصا أن ما شهدته جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة في السراي الكبيرة من تغيّب الوزير جبران باسيل مع وزراء تياره وحلفائه لأكثر من ساعتين، وإلتئامهم في إجتماع مواز في مقر وزارة الخارجية، شكل إساءة الى رئيس الحكومة سعد الحريري والوزراء الذين كانوا ينتظرون في السراي ومن بينهم وزراء حزب الله، وضرب واحدا من أسس التسوية الرئاسية بالتلويح بالثلث المعطل، إلا أن إتصالات التهدئة ساهمت في تبريد الأجواء وفي إقناع الحريري بعد إكتمال النصاب القانوني برفع الجلسة تحت شعار تهدئة النفوس.

تشير المعلومات الى أن الرئيس سعد الحريري الذي يعود من عطلته اليوم، سيباشر إتصالاته بشكل فوري لتأمين عقد جلسة للحكومة يوم الخميس المقبل، على أن يترافق ذلك مع إتصالات موازية لوقف التداول في إحالة ملف حادثة قبرشمون الى المجلس العدلي طالما أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باشر بتسليم المتورطين باطلاق النار، وفي ظل الدعوات الى إنطلقت أمس من أجل مصالحة درزية ـ درزية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي الى إعادة الأمور الى نصابها ويؤمن إنطلاقة جديدة للعمل الحكومي.

لاشك في أن أحدا من القوى السياسية الأساسية ليس لديه أي مصلحة لا بتعطيل الحكومة ولا باسقاطها، وقد بدا ذلك واضحا من خلال تصريحات الوزير باسيل في طرابلس حيث حرص على مهادنة الطائفة السنية، وعمل على تطييب خاطر رئيس الحكومة بالتشديد على أنه مع ممارسة صلاحياته الكاملة، ومع أن يكون رئيس الحكومة قويا بهذه الصلاحيات وقويا شعبيا، لكنه في الوقت نفسه أصر على النيل من القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي اللذين لا يملكان القدرة في حال أرادا على تعطيل العمل الحكومي، ما يعني أن المستقبل والتيار الوطني الحر والرئيس نبيه بري وحزب الله يتمسكون بالحفاظ على الحكومة، وكذلك القوات التي ردت بشكل عنيف على خطاب باسيل في طرابلس، والحزب الاشتراكي الذي نفت مصادره أمس إمكانية إقدام الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور على الاستقالة، وأكدت أنها مع تفعيل العمل الحكومي.

من المفترض بحسب العقل والمنطق أن يكون رئيس الجمهورية والوزير جبران باسيل والمقربين منهما هم الأشد حرصا على بقاء الحكومة وإنجاح عملها، خصوصا أن أي تعطيل أو إسقاط لها سينعكس فشلا على العهد برمته والذي سيمضي سنواته في تشكيل الحكومات أو في معالجة المشاكل الخارجية التي تنعكس سلبا على عمل الحكومة، وهو أمر لا يمكن أن يتحمله الرئيس ميشال عون في منتصف عهده، كما سيكون له تداعيات سلبية على طموحات ومجمل الحركة السياسية للوزير باسيل.

يقول مطلعون: إن ″الستاتيكو″ اللبناني القائم يبدو أنه مستمرا، ما يعني أن الحكومة ستبقى وستجتمع لتستأنف العمل وصولا الى إقرار الموازنة في مجلس النواب، خصوصا أن لا رغبة داخلية بشلها أو إسقاطها، كما لا توجد مؤشرات خارجية بأن ثمة إتجاه لزعزعة الوضع السياسي في لبنان من بوابة الحكومة في الوقت الراهن، إلا إذا كان هناك أمر عمليات غير معلن يهدف الى ضرب الاستقرار وإدخال لبنان في النفق المظلم من خلال تعطيل الحكومة، وهو أمر ما يزال حتى الآن مستبعدا.


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس تفرض نفسها على باسيل وتلزمه بخطاب هادئ… غسان ريفي

  2. باسيل في طرابلس اليوم.. غريبٌ في بيتي؟… غسان ريفي

  3. لهذه الأسباب تعترض طرابلس على زيارة جبران باسيل!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal