الممثل التركي بوراك في لبنان.. الشعب فقد عقله؟..عزام ريفي

تداول ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي في اليومين الماضيين مقاطع فيديو يظهر فيها أعداد هائلة من اللبنانيين، في مطار رفيق الحريري الدولي وفي أحد المراكز تجارية في بيروت، وقدر عددهم بالآلاف، ولكن المفارقة، لا بل المضحك المبكي، أن تجمع هؤلاء لم يكن للمطالبة بأبسط حقوقهم المحرومين منها، ولم يكن تجمعا غاضبا، أو اعتراضا على أداء المسؤولين في لبنان، ولم يكن صرخة وجع وألم، في وجه الوضع المتأزم من فقر وبطالة، بل كان فقط بسبب وصول الممثل التركي بوراك أوزجفيت لافتتاح أحد المراكز التجارية في بيروت.

حالة الهستيريا التي رافقت وصوصل الممثل التركي، دفعت كثيرين الى التساؤل: هل فقد الشعب اللبناني عقله؟ أم أن أصحاب السلطة هم من أفقدوا هذا الشعب إداراكه فتعطل لديهم ترتيب الأولويات؟ أم هي ردة فعل عكسية على كل ما يعيشه المواطن اللبناني من أزمات؟ أم أن فشل المواطنين في إحداث أي تغيير دفعهم الى الهروب تجاه إهتمامات أخرى؟.

ما حصل مع وصول الممثل التركي ليس أمرا طبيعيا وبعيد كل البعد عن المنطق، خصوصا أن من يرى المشهد عن بعد، يظن أن المواطن اللبناني يعيش في بلد يؤمن له حياة الرفاهية، معززا مكرما لا ينقص عليه شيء، علما أن اللبناني يعيش أسوأ حالاته في بلد يكاد ينهار إقتصاديا بينما يتأرجح إستقراره على حافة الهاوية، لذلك ليس من المنطق بشيء أن يجتمع أكثر من 4 آلاف شخص غالبيتهم من الجنس اللطيف لرؤية ممثل تركي جاء لافتتاح مركز تجاري فقط، بل الأمر يدل على وجود خلل ما وصدع كبير، فهو لم يأت ليحل الأزمة الإقتصادية، كما لم يأت لوضع حد لهجرة الشباب، ولم يأت لينقذ ثلثي سكان لبنان الذين يعيشون تحت خط الفقر، ولم يأت ومعه آلاف فرص العمل للشباب.

يمكن القول، أن لا خوف بعد اليوم على المسؤولين، من نواب ووزراء وأصحاب سلطة، أو على النظام اللبناني من أي ثورة أو إنقلاب في ظل وجود شعب لا يتظاهر من أجل لقمة عيشه، ولا يدافع عن كرامته، ولا يطالب بحقوقه، شعب يعيش في غيبوبة ينزل الى الشارع بالعشرات من أجل القضايا المطلبية، ويتظاهر بالآلاف ويبكي فرحا لرؤية فنان هنا أو مطرب هناك.

Post Author: SafirAlChamal