شكا تنضم الى لائحة البلدات التاريخية والسياحية… لميا شديد

ها هي بلدة شكا تتألق بمشهد مميز، سيدرجها الى جانب المدن اللبنانية السياحية والاثرية مثل جبيل وعرقه من خلال موقع ″تل مرهان الاثري″ الذي يشهد اعمالا اثرية لنبش تاريخ بلدة ساحلية رابضة على شاطىء لبنان الشمالي.

في حضن الخليج المحصن بما تبقى من سور فينيقي والمحروس من جبل الشقعة، ورشة واسعة يشهدها موقع من ″تل مرهان الاثري″ على مساحة 6 هكتارات تعود ملكيتها لشركة الترابة الوطنية ـ اسمنت السبع. فالمديرية العامة للآثار أطلقت ورشة واسعة وشاملة في المناطق اللبنانية لتسليط الضوء على المعالم المغمورة واستثمارها بهدف تعزيز القطاع السياحي.

منذ العام 2016 بدأت أعمال المسح في الموقع المذكور نتيجة دراسات وابحاث بينت أن هناك تاريخا من التبادل التجاري بين لبنان والدول المجاورة بما فيها مصر. وما دل على ″تل مرهان″ هو موقعه الآمن لدخول وخروج البواخر التجارية التي كانت تنقل البضائع منه واليه.

الزيارة الى الموقع الأثري تحدثك عن تاريخ واكتشافات مذهلة تعيد الزائر الى حقبة من تاريخ البشرية وحياة الانسان في العصور الغابرة والأعمال القائمة بالعدة المستعملة بدقة ومهنية تبين كنزا تاريخيا ثمينا.

بالأمس استضاف موقع ″تل مرهان الأثري″ كل المهتمين والباحثين في علم التاريخ والآثار واستمعوا الى شروحات مفصلة عن المكتشفات من رئيس البعثة العلمية من الجامعة الاميركية في بيروت برئاسة هرمن غنز والدكتورة كارين كوبتزكي من الاكاديمية النمساوية للعلوم التيلفتت الى أن ″هناك 14 بعثة اثرية تعمل في المناطق الشمالية ومن بينها البعثة التي تعمل هنا في سبيل تغطية كل الشمال واكتشاف كل المعلومات الاثرية عنه وهذا مهم جدا ان نتعرف الى تاريخنا. وعندما نكشف الآثار وننظم المناطق المحيطة فنحن بذلك ننمي هذا المناطق لأن المواقع الاثرية تساهم في تعزيز القطاع السياحي وجذب السياح وخلق حركة اقتصادية. وان استراتيجية المديرية العامة تهدف الى القيام بعمل علمي في كل المناطق اللبنانية. ومع الجامعة الاميركية والاكاديمية النمساوية للعلوم عملنا في اكثر من موقع ونحن هنا اليوم في سبيل تسليط الضوء على المنطقة واظهار اهميتها مما يساهم في التوصل الى الاعلان عن موقع سياحي بالاضافة الى المعلومات التاريخية التي تشكل جانب مهما للبعثات وللمديرية وللباحثين ومن كل ذلك تنمية كل المناطق خصوصا المناطق المغمورة. مؤكدين أن الاعمال مستمرة وستستكمل بدراسات وعلى اساسها يتم الاعلان عن كل المعلومات.″

أما كوبتزكي فأكدت أن ″ما تم اكتشافه هو موقع مهم وكبي  بمساحة 6 هكتارات وهو بأهمية ما تم اكتشافه في مدن معروفة مثل جبيل وعرقة وغيرها من المدن التي يتم العمل فيها. اما المبنى الثاني الذي اكتشفناه هو من فترة عصر الحديد اي القرن الثامن قبل الميلاد وهو مبنى كبير وبالتأكيد لم يتم اشغاله كمنزل انما قد يكون مركز ادارة او قصر لمرجعية مهمة. اما الفخاريات فهي منوعة مصرية وقبرصية ويونانية وتركية ما يعني ان حركة تجارية ناشطة شهدها هذا الموقع الى جانب قطع للوزن ومعدنيات للزينة والاعمال ما زالت في بدايتها والتنقيب سيبين كل التفاصيل.″

ولفت الباحث غنز الى أن  موقع ″تل مرهان″هو من اكبر المواقع المكتشفة في لبنان وهذه الاهمية ترتبط بوجود رأس الشقعة الذي يشكل حماية طبيعية من الهواء والموج للبواخر التي كانت ترسو في هذا المكان، وما زلنا في بداية الحفريات الا ان كمية الفخار التي ظهرت والتي كانت مستوردة هي دليل على ان الموقع شهد حركة ناشطة من التبادل التجاري.″

وكانت زيارة لرئيس بلدية شكا فرج الله الكفوري ورئيس مجلس ادارة شركة الترابة الوطنية بيار ضومط الى الموقع خلال اليوم الذي نظمته المديرية العامة للآثار بالتعاون مع البلدية لاطلاع الراي العام على الاعمال الأثرية القائمة. وقال ضومط: ″نحن اليوم نفتخر بالعمل القائم في تل مرهان الاثري للكشف عن تاريخه وأهميته الاثرية ونحن كشركة نضع كل امكاناتنا للاهتمام بالمجتمع المدني ونأمل ان يثمر هذا المشروع نتائج ايجابية بالنسبة للسياحة البيئية والسياحة التراثية والتاريخية فتصبح شكا مقصدا لزوارها. ونحن نرحب بالجميع على ارضنا في هذا الموقع الاثري وهذا العقار سيكون بتصرف المديرية العامة للآثار وكلنا أمل ان تعلنه المديرية العامة للآثار معلما سياحيا وأثريا ولنا الفخر اننا نساهم بذلك.″

ورحب كفوري بالخطوة والمباشرة بأعمال التنقيب عن تاريخ هذا الموقع، وقال: نحن منذ البداية وبعد التواصل مع الجامعة الاميركية والمديرية العامة للآثار رحبنا وكانت فرحتنا كبيرة ان يكون لبلدة شكا موقع اثري يتجاوز الـ 3000 والـ4000 سنة. ومن جهة اخرى الارض هي ارض خاصة تملكها شركة الترابة الوطنية ـ اسمنت السبع ونحن نثمن كلام الاستاذ بيار ضومط ومبادرته بتقديم الارض وهي هدية ثمينة من الشركة لبلدة شكا وللمديرية العامة للآثار ولكل من سيزور شكا للتعرف على هذا الموقع الاثري والاطلاع على اهميته التاريخية.”


مواضيع ذات صلة:

  1. صيادو شكا يرفعون الصوت: أنقذوا لقمة عيشنا… لميا شديد

  2. مصائد السمك تقضي على الثروة السمكية في البترون… لميا شديد

  3. سمكة الاسد تجتاح بحر لبنان.. وتهدد ثروته البحرية بالانقراض… لميا شديد


 

Post Author: SafirAlChamal