جمعيات كورانية ناشطة تقاوم عجز الدولة بعمل الخير

خاص ـ سفير الشمال

تعتمد غالبية الجمعيات الكورانية الناشطة، منذ سنوات على ميزانيتها الخاصة، في تقديم خدماتها المتنوعة، دون اللجوء الى مساعدة الدولة. الا ان الظروف الاقتصادية الصعبة، التي يمر بها البلد، دفعت ببعض هذه الجمعيات الى توقيع عقود مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وتقديم طلبات مساعدة لضمان استمرار عملها.

ورغم ان الوزارة، على قدر امكاناتها الضئيلة، وحالة العجز العام في ميزانية الدولة، تلبي بعضا منها، الا انها عملت مؤخرا على توقيف بعض العقود، وهو ما اثار استغراب الجمعيات الناشطة والفاعلة في المنطقة، ومنها جمعية” سيدات كفريا الاجتماعية” التي تعمل منذ سنوات، بالسر والعلن، بعيدا عن الاعلام، على تأمين خدمات انسانية متنوعة، للبنانيين والسوريين على حد سواء، وتنظيم دورات تدريبية على الاشغال اليدوية، اضافة الى دورات قرآنية، ودورات للغات والكاراتيه والزومبا.. كما تؤمن الخدمات الطبيه والصحية في مستوصفها، وتقيم نشاطات ترفيهية للاطفال ومخيمات صيفية وكشافة، وافطارات رمضانية، فضلا عن توزيع مواد غذائية وتنظيم ندوات وغيرها.

وبهذا الاطار تؤكد رئيسة الجمعية السيدة ندى مراد ان” الداعم الوحيد للجمعية منذ تأسيسها هو زوجها الحاج وليد السمروط.” وانها “لم تتقاض اي مبلغ مالي من وزارة الشؤون او من الهيئات الاممية او غيرهم”. وتشدد على انها تعمل على”دعم سيدات المنطقة بتنظيم معارض لاشغالهن اليدوية لبيعها في المنطقة كما في اميركا.” وتركز على ان “عمل الخير استهل في الجمعية، وما يزال وسيستمر بنجاح ولوجه الله”.

وفي حين تمكنت وزارة الشؤون الاجتماعية من مساعدة جمعية” النهضة الخيرية العمرانية” في اميون بترميم الملعب الرياضي والمسرح العام الماضي، الا ان كل الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الجمعية وفق رئيستها السيدة صونيا كرم هي من مردود نشاطاتها.

وبعد تحركات الجمعيات، التي تعنى بالاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها جمعية “واحة الفرح”، المتعاقدة مع مؤسسات الرعاية الاجتماعية، للتاخير في صرف مستحقاتهم، تم صرف المستحقات المالية عن سنة 2018 والمباشرة بعقود 2019 نتيجة تجاوب الوزارة مع المطالب.

وفي هذا الصدد اعلنت رئيسة الجمعية السيدة لولو رويهب عن السعي لدفع الوزارة الى “رفع سعر الكلفة، لتتمكن الجمعية من الاستمرار بتقديم خدماتها للمعوقين”. متمنية التجاوب لان وزارة الشؤون شريك في الخدمات. آملة عدم التاخير في دفع المستحقات عن العام الجاري، نظرا للمصاريف الجمة الملقاة على عاتقها.

وفي سياق متصل، يذكر ان وزارة الشؤون الاجتماعية عملت على مساعدة بلدية بشمزين في مشروع فرز النفايات ومعمل الفرز والتوضيب الذي يخدم بلدات كورانية عدة.

وسيكون لوزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ريشار قيومجيان رعاية لحفل عشاء جمعية” معا اقوى” لذوي الاحتياجات الخاصة في 26 تموز المقبل. وتبدي رئيسة الجمعية السيدة دوللي عيسى باليشيان املها الكبير بتجاوب الوزير مع مطالب الجمعية، ودعمها، نظرا لجهودها ونشاطها ومصداقيتها في “تنظيم دورات تدريبية وتوعوية وتامين كراسي للمعوقين، وعصي، وفرش ماء، وادوية، وحفاضات وعلاج فيزيائي، بفضل نشاطاتها التي يعود ريعها لانجاز هذه الاعمال والاصدقاء من اصحاب الايادي البيضاء، دون اي مساعدة من الدولة رغم الرسائل العديدة التي وجهت للمعنيين”.

Post Author: SafirAlChamal