كيف يتعامل حزب الله مع تجار المخدرات والخارجين عن القانون في بيئته؟… عمر ابراهيم

يبدو واضحا ان حزب الله بات امام خيارين احلاهما مر، اما ترك بيئته الحاضنة عرضة لتجار المخدرات ومروجيها وفارضي الخوات ومشرعي الفوضى، واما مواجهة هذا التفلت برفع الغطاء وفتح كل الابواب امام القوى الامنية اللبنانية لضبط الامن كما حصل مؤخرا في الضاحية مع الاخوين زعيتر اللذين شاركا في اطلاق النار على احد المحال التجارية، وقبلها مع تجار مخدرات في مناطق مصنفة على انها تحت سيطرة الحزب.

لطالما حاول البعض الغمز من قناة حزب الله لتحميله مسؤولية غياب الدولة عن المناطق المتواجد فيها، وعدم وضعه حدا لتنامي تلك الظاهرة التي انفلشت بشكل أوسع مع بدء الحرب السورية وتشريع الحدود بين لبنان وسوريا على مصراعيها امام كل الخارجين عن القانون.

قد يكون البعض محقا في تحميل الحزب مسؤولية وجود تجار مخدرات في المناطق المصنفة على انها معاقله، وقد يستغل بعض خصوم الحزب ذلك، لتوجيه الاتهامات المتعلقة بسلاحه ومربعاته الامنية المحظورة وفق وجهة نظرهم، وهو ربما ما احرج الحزب مؤخرا امام عموم جمهوره وليس امام خصومه فقط، ما دفعه وفق متابعين الى توجيه رسائل عدة لابناء بيئته من خلال العروض العسكرية التي كان قام بها تحت شعار مكافحة المخدرات، وعبر التنسيق مع الاجهزة الامنية وتسهيل دخولها لتوقيف مطلوبين خطيرين في الضاحية وغيرها.

تشير المصادر الى ان الحزب المنشغل في خوض المعارك خارج لبنان، يواجه منذ فترة وضعا متأزما في مناطق نفوذه بدءا من الضاحية مرورا بالبقاع وصولا الى المناطق ″المحررة″ في سوريا حيث لجأ اليها بعض المطلوبين الذين نشطوا على خط تجارة المخدرات وغيرها من الاعمال الخارجة عن القانون.

وتضيف المصادر: ″ان حزب الله ينسق مع الاجهزة الامنية على خط ملاحقة تجار المخدرات، وقد جاءت بعض العمليات التي نفذها فرع المعلومات مؤخرا ترجمة لهذا التنسيق، خصوصا وانها نفذت في اماكن يعتبرها البعض انها خاضعة لسيطرة الحزب″.

وتؤكد المصادر″ان الاجهزة الامنية التي تمكنت مؤخرا من تنفيذ عمليات كبيرة استهدفت تجار مخدرات وصادرت كميات ضخمة، يبدو انها قد نجحت في توجيه ضربات مؤلمة للتجار على مساحة لبنان، لا سيما ان بعض العمليات التي نفذت اعتبرت الاكبر في تاريخ لبنان من حيث كمية المخدرات التي صودرت وعدد المطلوبين الذين اوقفوا بجرائم مختلفة″.

وتختم المصادر: ″ان حزب الله قرر عدم الدخول مباشرة في حرب مع تجار المخدارت  والخارجين عن القانون، لكن عمليات كبيرة نفذت كشفت أنه لولا التنسيق مع الحزب لما كانت لتتم بهذه السهولة، ما يعزز من وجهة نظر البعض ان الحزب قد حسم خياره بالاستجابة لدعوات ابناء مناطقه بضرورة وضع حد للفلتان الحاصل والذي بات ضرره يستهدف بيئة الحزب دون سواها″.


مواضيع ذات صلة:

  1. اللبنانيون بين تلوث الشاطئ وعنصرية أصحاب منتجعات وبلديات… عمر ابراهيم

  2. حدود لبنان البرية والبحرية مشرّعة.. ولا حلول لأزمة النازحين… عمر ابراهيم

  3. هل يعود نادر الحريري الى بيروت.. وماذا عن دوره السياسي؟… عمر ابراهيم


 

Post Author: SafirAlChamal