اللبنانيون بين تلوث الشاطئ وعنصرية أصحاب منتجعات وبلديات… عمر ابراهيم

تتقلص المساحة البحرية عاما بعد عام على فقراء لبنان الساعين الى ممارسة هواية السباحة   والهروب من حرّ الصيف، لا سيما في طرابلس، حيث لم يبق امام هؤلاء سوى  شاطىء الميناء بما فيه المسبح الشعبي او كما يحلو للبعض أن يسيمه ″مكبّ النفايات أو مصب المجارير″، وهذا الامر ينسحب على مناطق اخرى في الشمال ولبنان كان حذر منها اخر تقرير اعده المجلس الوطني للبحوث العلمية – المركز الوطني لعلوم البحار دراسة عن نوعية مياه الشاطئ اللبناني 2019. 

هذا التقرير الذي شمل العديد من الشواطىء وصنفها على انها خطرة، معظمها يرتادها فقراء كونها مجانية، ولا تتم فيها ممارسات عنصرية، كما حصل العام الماضي حيث اغلقت منتجعات وشواطىء تخضع لسيطرة البلديات امام محجبات او نازحين سوريين، وهو ما يخشاه البعض هذا العام ويدفعهم الى ارتياد الشواطىء الملوثة على ان يتم طردهم او منعهم من السباحة في شواطىء نظيفة في الشكل لكنها ملوثة بافكار بعض العنصريين.

يمكن القول ان المساحة الرملية الصغيرة بحجمها، والكبيرة بأعين الفقراء او محدودي الدخل، تواجه مختلف أنواع التلوث، لكن الفقراء يتجاوزون هذا الأمر، ويتخذون منها أمكنة للاستجمام، برغم كل الاضرار الصحية التي قد تنجم عن السباحة في مياه تختلط بمياه الصرف الصحي والنفايات، وهو ما كان دفع بلديات في العام الماضي الى رفع لافتات حذرت فيها من السباحة في بعض المناطق.

يمتد الشاطئ الرملي في الميناء على مسافة خمسة كيلومترات، من أصل 9 كيلومترات هو طول الكورنيش البحري، وكانت الدولة بالتعاون مع البلدية قد اقتطعت قبل سنوات مساحة رملية، وحولتها الى ″مسبح شعبي″، لكنها اكتفت بالاسم فقط من دون أن تؤمن الشروط الصحية المطلوبة.

وبرغم التلوث الواضح للشاطئ إلا أنه يظل الملاذ الوحيد، في ظل عدم وجود شواطئ بديلة يرتادها الفقراء بعدما إحتل أصحاب المنتجعات الفخمة كل المساحات، وفرضوا رسم دخول يفوق قدرتهم المالية، ليجد هؤلاء أنفسهم بين نارين: إما الاكتواء في منازلهم أو السباحة في المياه الملوثة.

وكان المجلس الوطني للبحوث العلمية – المركز الوطني لعلوم البحار نشر دراسة عن نوعية مياه الشاطئ اللبناني 2019. 

وأظهرت نتائج المسوحات البحرية للشاطئ اللبناني أن الوضع لم يشهد تحسنا بالمقارنة بالسنوات الماضية نظرا لغياب المبادرات البيئية السليمة واستمرار استباحة الشاطئ لردم النفايات والتخلص من المياه الآسنة والرواسب الصناعية.

وأشار التقرير الى أن المواقع الأكثر تلوثاً على الشاطئ اللبناني هي: الرملة البيضاء، المنارة، برج حمود، الضبيه، سلعاتا، الشاطئ العام في طرابلس وجزيرة عبد الوهاب في الميناء.


مواضيع ذات صلة:

  1. حدود لبنان البرية والبحرية مشرّعة.. ولا حلول لأزمة النازحين… عمر ابراهيم

  2. هل يعود نادر الحريري الى بيروت.. وماذا عن دوره السياسي؟… عمر ابراهيم

  3. عماد مطر رئيسا لبلدية المنية الا اذا… عمر ابراهيم


Post Author: SafirAlChamal