مجزرة اهدن.. يوم أزهرت دماء الشهداء فأثمرت مسامحة… ديانا غسطين

واحدة واربعون سنة مرت على ذكرى ″مجزرة اهدن″. وها هو الثالث عشر من حزيران يطل شمالاً من جديد. وها هي ذكراه تخط مسيرة جديدة بين “المرده” وحزب ″القوات اللبنانية″ قوامها المسامحة.

فلواحد واربعين سنة خلت، ارتبط الثالث عشر من حزيران بذكرى مجزرة اليمة ارتكبتها ″القوات اللبنانية″ (الجناح العسكري لحزب الكتائب في العام 1978) في اهدن وذهب ضحيتها الوزير والنائب السابق الشهيد طوني سليمان فرنجيه مع زوجته فيرا وطفلتهما جيهان وثمانية وعشرين شهيدا من الاهالي.

مجزرة كادت ان توقع حرباً بين المسيحيين آنذاك لولا حكمة الرئيس الراحل سليمان فرنجيه الذي قطع الطريق على المصطادين بالماء العكر، رغم مصابه الاليم، يوم وقف امام جثامين الشهداء مردداً فدا لبنان، فدا لبنان، فدا لبنان، ويوم قال عفا الله عما مضى.

ومن الجد الى الحفيد، مشى سليمان طوني فرنجيه على الخطى التي رسمها جده الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، فاتخذ من مبدأ عفا الله عما مضى نبراساً لطريقه السياسية.

فرنجيه الصادق مع نفسه وشعبه، المتسامح والمتعالي على جراحه، قرر فتح صفحة جديدة مع القوات اللبنانية، بعيداً عن احقاد الماضي. فجاء اللقاء في 14 تشرين الثاني الماضي تحت عباءة بكركي وبمباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ليكرّس هذه الحقبة الجديدة.

والمصالحة هذه لم تكن لتكتمل لولا مباركة اهالي الشهداء الذين سقطوا في حادثة اهدن. ففرنجيه الذي لطالما ردد انه يقف الى جانب اهله وناسه في السراء والضراء، ابى الا ان يحصل على بركتهم قبل اللقاء المصالحة. فكان لقاء جمعه بأهالي الشهداء في قصر الرئيس سليمان فرنجيه في زغرتا. لقاء كان الكلام فيه من القلب الى القلب صريح وشفاف، بارك في نهايته الاهالي هذه الخطوة مجددين ايمانهم بسليمان طوني فرنجيه وبالخط السياسي الذي ينتهجه، ومبايعين طوني سليمان فرنجيه الوريث الذي جدد التأكيد على ان “شهداءنا ماتوا دفاعا عن الوطن، ونحن اليوم كشباب نتطلع الى مستقبل جديد معكم ونريده من دون احقاد الماضي وجروحه، وان تطلعاتنا اذا اردنا النجاح هي الذهاب بمحبة ووحدة الى المستقبل، لذا علينا طي صفحة الماضي والتنافس ديمقراطيا وسياسيا.

هي احدى واربعون سنة مرت على لعنة العرب المسيحيين″ استطاع سليمان فرنجيه بإيمانه وعزة نفسه ان يحولها الى ما يصب خيراً في مصلحة المسيحيين خاصة واللبنانيين عامة بعيداً عن اية مصالح سياسية آنية. فالمصالحة مع القوات اللبنانية وان لم تنعكس تحالفات سياسية بفعل الاختلاف على العناوين الاستراتيجية الكبيرة، الا انها وبدون اي شك ستنعكس ايجاباً في القضايا الداخلية اليومية التي تهم الشؤون الحياتية للمواطنين.

واحدة واربعون سنة ولسان حال اهل زغرتا يقول سامحنا ولن ننسى. الرحمة لاولئك الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب لبنان عزة وكرامة ومسامحة.


مواضيع ذات صلة:

  1. الخامس والعشرون من أيار 2000.. تسعة عشر عاماً وتبقى المقاومة النهج… ديانا غسطين

  2. الثقافة الاوكرانية تجول على المدن اللبنانية.. ديانا غسطين

  3. البداوي تقترع بخجل.. المقاطعة واضحة… ديانا غسطين


Post Author: SafirAlChamal